أبِالأَرَاجِيزِ يَابنَ اللؤْمِ تُوعدُنِي ... وَفِي الأَرَاجِيزِ خلتُ اللؤمُ والخورُ
أقول: قائله هو اللعين المنقري (?)، واسمه منازل بن زمعة من بني منقر بن عبيد بن الحرث بن تميم، يهجو به رؤبة بن العجاج؛ كذا قال بعضهم، وقال النحاس: يهجو العجاج، وقال أبو الحجاج: وبيت اللعين من كلمة رويها لام، وقبله:
1 - إِني أَنَا ابنُ جَلَا إِنْ كُنتَ تَعرِفُني ... يَا رُؤْبَ والحيَّةُ الصَّمَّاءُ في الجَبَلِ
2 - مَا في الدواوينِ مَا في رجلِي من عقل ... عندَ الرِّهَانِ ولَا أكوى من العَفْلِ
3 - أبِالْأَرَاجِيزِ يَابنَ اللؤْمِ تُوعدُنِي ... وَفيِ الأَرَاجِيزِ خلتُ اللؤمُ والفشلُ
هكذا رواه الجاحظ في كتابه الحيوان (?) على أن الإقواء في البيت الثالث، وثبت الأبيات الثلاثة في كتاب الوحشي وليس فيها إقواء؛ لأنه روي فيها:
................................ ... وفي الأرَاجِيزِ رَأْسُ القَولِ والفَشَلِ
وهي من البسيط.
قوله: "يا رؤب" أصله: يا رؤبة فرخمه، وهذا يدل على أن اللعين يهجو رؤبة [بن العجاج] (?) لا العجاج والد رؤبة؛ كما قال النحاس، قوله: "لا أكوي من العفل" تعريض برؤبة؛ لأنه من بني مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم، وهم يُدْعَون بني العفلاء لخبر مشهور.
قوله: "أبِالْأَرَاجِيزِ": جمع أرجوزة بمعنى الرجز، وهو اسم بحر من بحور الشعر ولكن أراد بها القصائد المرجزة الجارية على هذا البحر، و"توعدني": من الإيعاد لا من الوعد.
و"اللؤم" بضم اللام وسكون الهمزة؛ وهو أن يجتمع في الإنسان الشح ومهانة النفس