"انظر إلى الأنصار وحبها التمر" وروى عن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - في القول الأصح، وهو أول مولود [للأنصار] (?) بعد الهجرة، في قولٍ له، ولأبويه صحبة، وأمه عمرة بنت رواحة أخت عبد الله بن رواحة -رضي اللَّه تعالى عنهم- استعمله معاوية على حمص فخرج منها فاتبعوه وقتلوه، واحتزوا رأسه بقرية من قرى حمص، وذلك بعد وقعة مرج راهط سنة أربع وستين في ذي الحجة، وكان كريمًا جوادًا شاعرًا، وهو من قصيدة ميمية من الطويل وقبله (?):
1 - وإني لأُعْطِي المال مَنْ ليسَ سائلًا ... وَأَغْفِرُ للمولَى المُجَاهِرِ بالظّلمِ
2 - وإني متى ما تَلْقَني حازمًا لَهُ ... فمَا بَينَنَا عِنْدَ الشَّدَائِدِ مِن صَرم
3 - فلا تَعْدُد المولى .......... ... ...................... إلى آخره
1 - قوله: "وأغفر للمولى" أراد به الحليف أو الصاحب، والمولى يأتي لمعان كثيرة، وقد بيناها فيما مضى غير مرة.
2 - قوله: "من صرم" أي: من قطع.
3 - قوله: "فلا تعدد المولى" أي: فلا تعد، وقد جاء بالفك؛ كما يقال: في نحو: لا تمد: لا تمدد، والمراد من المولى هاهنا ما ذكرناه في البيت السابق، قوله: "في العدم" بضم العين؛ من عدمت الشيء بالكسر أعْدَمَه عُدْمًا وعَدَمًا بالتحريك على غير قياس؛ أي: فقدته، والعدم -أيضًا- الفقر، وكذا العدم إذا ضممت أوله خففت الدال بالسكون، وإن فتحت حركت، وأعدم الرجل؛ أي: افتقر فهو معدم وعديم.
الإعراب:
قوله: "فلا تعدد" الفاء للعطف، و "لا" للنهي، "وتعدد": مجزوم به، ولكنه حرك بالكسر لأجل الوصل، وهو يقتضي مفعولين؛ لأنه بمعنى الظن لا بمعنى الحسبان، فقوله: "المولى": مفعوله الأول، وقوله: "شريكك"؛ مفعوله الثاني، قوله: "في الغنى": يتعلق بقوله: "لا تعدد"، قوله: "ولكنما" دخلت ما الكافة على لكن فكفتها عن العمل، وقوله: "المولى": مبتدأ، وخبره قوله: "شريكك"، وقوله: "في العدم": يتعلق بالخبر.