الاستشهاد فيه:
على أن "ليت" بمعنى التمني لما فيه عسر وإحالة، وقد وقع في كثير من نسخ التوضيح الصحيحة في التمثيل بهذا نحو: ليت الشباب عائد، وهذا كلام نثر، وأما قوله:
فيا ليت الشباب يعود يومًا ... ....................
فهذا بيت كما ذكرناه ووجدته هكذا في بعض النسخ فلذلك أثبته (?).
ومع هذا فالاستشهاد فيه من جهة المعنى من باب التمثيل لا من باب الاحتجاج؛ لأن أَبا العتاهية وأمثاله ممن هو في طبقته لا يحتج بهم فافهم (?).
فَقُلْتُ عَسَاها نَارُ كَأسٍ وعلَّها ... تَشَكَّى فَآتِي نَحْوَها فأَعُودُها
أقول: قائله هو صخر بن العود الحضْرَميّ (?)، وهو من قصيدة هائية (?)، وأولها قوله:
1 - تذكرتُ كَأْسًا إذْ سَمِعْتُ حمامةً ... بَكَت في ذُرا نخْلٍ طِوَالٍ جَريدُها
2 - دَعَتْ سَاقَ حُرٍّ فاستحببت لصوتِها ... مُولَّهةٌ لم يَبْقَ إلَّا شَرِيدُها
3 - فَيَا نَفْسُ صَبْرًا كُل أسْبَاب وَاصِلٍ ... سَتُملى لها أسْبَابُ صَرْمٍ تُبيدُها
4 - وَلَيلٍ بَدَت للعينِ نَارٌ كأنَّها ... سَنَا كُوْكَبٍ لا يستبِينُ خُمودُها
5 - فقلت عساها ............. ... ................. إلى آخره
6 - فتسمعُ قَوْلي قَبْلَ حَتْفٍ يُصِيبُنِي ... تُسَرُّ بهِ أَوْ قَبْلَ حَتْفٍ يَصِيدُها
7 - كَأَنْ لَم يكُنْ يَا كأسُ أَلْقَى مَوَدَّةً ... إذا النَّاسُ والأيامُ ترعى عُهُودُها