الاستشهاد فيه:
في قوله: "أن يملوا" حيث جاء خبر أوشك فعلًا مضارعًا مقرونًا بأن؛ كعسى غالبًا، وحكمه عكس كاد (?)، وفيه رد على الأصمعي وأبي علي؛ حيث أنكرا أوشك بصيغة الماضي، قال أبو علي: لا يقال: يوشك -بفتح الشسين، ولا أوشك، حكى ذلك عنهما ابن قرقول في المطالع (?)، وحكاه أيضًا ابن مالك -رحمه الله- في مثلثه (?).
عَسَى الكرْبُ الَّذي أَمْسَيتَ فيه ... يكونُ ورَاءَهُ فَرَجٌ قَرِيبُ
أقول: قائله هو هدبة بن خشرم العذري (?)، وهو من قصيدة بائية قالها هدبة وهو مسجون بالمدينة على ما يجيء بيانه عن قريب -إن شاء الله تعالى-، وأولها هو قوله (?):
1 - طَرِبْتَ وأنتَ أَحْيانًا طَروُبُ ... وكَيْفَ وَقَدْ تَعلَّاكَ المشِيبُ
2 - يُجِدُّ النأْيُ ذِكْرَك في فُؤَأدِي ... إذَا ذهلتْ عَنِ النَّأي القُلُوبُ
3 - يُؤرِّقُنِي اكْتِئَابُ أَبِي نُمَيرٍ ... فَقَلْبِي من كَآبتِه كَئِيبُ
4 - فقلتُ لَهُ هَداكَ اللهُ مَهْلًا ... وخيرُ القْولِ ذُو اللبِّ المُصِيبُ
5 - فإنَّا قدْ حَلَلْنَا دَارَ بَلْوَى ... فتُخطِئُنَا المنَايَا أو تُصِيبُ
6 - عَسَى الكرْبُ الَّذي أَمْسَيتُ ... فيه يكونُ ورَاءَهُ فَرَجٌ قَرِيبُ