الإعراب:
قوله: "وقد جعلت" قد للتحقيق، وجعلت: من أفعال المقاربة يقتضي الاسم والخبر، وخبره يكون مضارعًا مجردًا من أن والتاء المتصل به اسمه، وقوله: "يثقلني": خبره، قوله: "ثوبي": بَدَل من اسم جعلت بدل اشتمال وليس هو فاعل يثقلني فافهم.
والتحقيق فيه أنَّه أقام السبب وهو الإثقال مقام المسبب وهو النهوض نهض الشارب الثمل.
والمعنى: وقد جعلت أنهض نهض الشارب الثمل لإثقال ثوبي إياي، فقد ذكر السبب كما في قوله تعالى: {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى} [البقرة: 282]، فاستشهاد الرجل والمرأتين ليس سببه ضلال إحداهما، بل التذكير لأجل أن ضلت فعومل الضلال معاملة التذكير لما كان سببه، قوله: "إذا": ظرف، وكلمة: "ما" مصدرية والتقدير: حين قيَامِي.
قوله: "فأنهض" عطف على قوله: جعلت، وفيه أنا مستكن فاعله، وقوله: "نهض الشارب" كلام إضافي منصوب على الإطلاق، وقوله: "الثمل" بالجر صفة للشارب.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "ثوبي" فإنه بدل من اسم جعلتُ كما ذكرنا، وذلك لأن من الشرط أن يكون "جعل" رافعًا لضمير الاسم، ويكون التقدير: وقد جعلت ثوبي يثقلني عند قيامي فافهم (?).
وأَسْقَيهِ حَتَّى كَادَ مما أبثُّهُ ... تُكَلِّمُنِي أحْجَارُهُ ومَلَاعِبُهُ
أقول: قائله هو ذو الرمة غيلان بن عقبة، وهو من قصيدة طويلة من الطويل، وأولها هو قوله: