الاستشهاد فيه:
في قوله: "مرتعها قريب" حيث وقعت هذه الجملة الاسمية خبرًا لجعلت، على أن الأصل أن يكون خبرها فعلًا مضارعًا، ولكن أصلها: يقرب مرتعها، فأقيمت الجملة الأسمية مقام الفعلية (?) فافهم.
وَقَدْ جَعَلْتُ إذَا ما قُمْتُ يُثْقِلُنِي ... ثَوبي فَأَنْهَضُ نَهْضَ الشَّاربِ الثمل
أقول: قائله هو أبو حية النمري، واسمه المشمر بن الربيع بن زرارة بن كثير بن حباب بن مالك بن عامر بن نمير الشاعر المشهور، وأبو حية -بفتح الحاء المهملة وتشديد الياء آخر الحروف، وقد نسب هذا البيت للحكم بن عبدل الأعرج الأسدي، وليس بصحيح لأنه لا يوجد في ديوانه ويروى الشطر الثاني:
....................... ... ثوبي فقمت قيام الشارب السكر
وممن رواه هكذا الجاحظ في باب العرجان من كتاب الحيوان، ونسبه لأبي حية النمري، وأنشده له هكذا:
وَقَدْ جَعَلْتُ إذَا ما قُمْتُ يُوْجُعنِي ... ظهري فقمتُ قِيامَ الشَّاربِ السَّكِير
وَكُنْتُ أَمْشي على رِجْلي مُعتدلًا ... فصرتُ أَمْشِي على أُخْرى من الشَّجَر (?)
وهما من البسيط.
قوله: "الثمل" بفتح الثاء المثلثة وكسر الميم وفي آخره لام؛ وهو النشوان؛ أي؛ السكران، وقال ابن الأثير: الثمل الَّذي أخذ منه الشرب والسكر، قوله: "السكر" بفتح السين وكسر الكاف، وهو صفة مشبهة بمعنى السكران.