"لا صاحب": كلمة لا بمعنى ليس، وقوله: "صاحب": اسمه، وقوله: "غير خاذل": خبره. قوله: "فبوئت" على صيغة المجهول، الفاء فيه تصلح أن تكون للتعليل، قوله: "حصنًا": مفعول ثان لبوئت، والمفعول الأول هو التاء التي نابت عن الفاعل، وقوله: "حصينًا": صفة لقوله: "حصنًا"، قوله: "بالكماة": جار ومجرور يتعلق بقوله: "نصرتك"، والباء فيه للسببية، ويجوز أن تكون للاستعانة.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "لا صاحب غير خاذل" فإن كلمة "لا" فيه عملت عمل ليس عند (?) أهل الحجاز (?).
بَدَتْ فِعْلَ ذِي وُدٍّ فلمَّا تَبعْتُها ... تَوَلَّتْ وبَقَّتْ حَاجَتي في فُؤاديا
وحلَّتْ سَوَادَ القلب لا أَنَا بَاغِيًا ... سِواهَا وَلَا في حبِّها مُتَراخِيا
أقول: قائلهما هو النابغة الجعدي الصحابي - رضي الله تعالى عنه - وقدر ترجمناه فيما مضى في شواهد المعرف باللام (?)، وهما من قصيدة يائية من الطويل، وبعدهما قوله:
3 - أُتِيحَتْ لَهُ والغمُّ يَحْتضِرُ الفَتَى ... ومنْ حَاجَة الإنسانِ ما لَيْسَ لَاقِيَا
4 - فَلَا هِيَ تَرْضَى دُونَ أَمْرَدَ نَاشِيءٍ ... ولا أستطيعُ أَنْ أُعِيدَ شَبَابِيَا
5 - وَقَدْ طَال عَهْدِي بِالشَّبَاب وظِلِّهِ ... ولاقيتُ أيَّامًا تُشِيبُ النَّواصِيَا
6 - وَلَوْ دَامَ منْها وَصْلُها ما قَلَيْتُها ... ولكِنْ كَفَى بالهجْرِ للحبِّ شافِيَا
7 - وما رَابَها من رِيبة غَيرَ أَنَّها ... رَأَتْ لمتي شَابَتْ وشَابَ لَدّاتيا
8 - فَلا زَال يَسْقِيها ويَسْقِي بَلَادَها ... من الْغَيثِ زَخَار يسيحُ الغزاليا