الإعراب:
قوله: "فأصبحوا": من الأفعال الناقصة، ولكنها هاهنا بمعنى صاروا، وهي جملة من الفعل والفاعل، قوله: "قد أعاد الله نعمتهم": جملة وقعت حالًا، ويروى: دولتهم عوض نعمتهم، قوله: "إذ": للتعليل، و"هم": مبتدأ، و "قريش"خبره.
قوله: "وإذ ما مثلهم بشر": عطف على "إذ هم قريش"، و "إذ" هنا أيضًا للتعليل، وكلمة "ما" بمعنى ليس، واسمه قوله: "بشر"، وخبره قوله: "مثلهم" مقدمًا.
الاستشهاد فيه:
حيث عمل"ما" مع تقدم خبره وهو نادر؛ لأن "ما" عامل ضعيف؛ فإذا تقدم خبرها على اسمها لم يعمل، وهاهنا قد عمل على الندرة.
ويقال: إن هذا من غلط الفرزدق؛ لأنه كان تميميًّا (?)، وليس من لغته نصب [الخبر] (?)، فكأنه قصد أن يتكلم باللغة الحجازية، ولم يعلم أن من شرط نصب الخبر تأخر الخبر؛ فأقدم على الحكم بدون شرطه فغلط (?).
ويقال: إن "مثلهم" نصب على الحال؛ لأنه صفة البشر، وصفة النكرة إذا تقدمت عليها نصبت على الحال، والتقدير هاهنا: واذ ما في الدنيا بشر مثلهم (?)، ويقال: إنه ظرف تقديره: وإذ ما مكانهم بشر، في مثل حالهم (?).
وَقَالُوا تَعَرَّفْهَا الْمَنَازِلَ مِنْ مِنًى ... وَمَا كُلَّ مَن وَافَىْ مِنًى أَنَا عَارِفُ
أقول: قائله هو مزاحم بن الحارث بن الأعلم العقيلي شاعر إسلامي (?)، وهو من قصيدة