قوله: "بجرعائك" الجرعاء: رملة مستوية لا تنبت شيئًا، و"القطر": المطر، والقطر أيضًا جمع قطرة، وقد قطر الماء وغيره يقطر قطرًا وقطرته أنا يتعدى ولا يتعدى، وقد عيب عليه في عجز هذا البيت؛ لأنه أراد أن يدعو لها فدعا عليها بالخراب وَقُدِّمَ عليه بيتُ طَرَفَةَ (?):
فَسَقَى دِيَارَك غَيرَ مُفْسدها ... صَوْبُ الربيعِ وَديمَة تَهْمي
وأجيب بأنه قدّم الاحتراس بقوله: اسلمي، وأجاب ابن عصفور عن هذا وقال (?): إن ما زال يقتضي ملازمة الصفة للموصوف مذ كان قابلًا لها على حسب ما قبلها، وذلك أنَّهُ عَهدَ دَارَ مَيَّةَ في خصب لسُقيا المطر لها في أوقات الحاجة إلى ذلك، فدعا لها بأن لا تزال على ما عهدها عليه من انهلال القطر بجرعائها وقت الحاجة إليه.
2 - قوله: "ذوى" بالذال المعجمة، معناه: جف وفيه بعض الرطوبة، يقال: ذوى يذوي ذويًّا، قوله: "والتوى" أي: صار لَويًّا يَابسًا، واللوى: ما جفّ من البقل، قوله: "في ملاءته" أي: في، بياضه، وذكر في شرح ديوان ذي الرمة وقال: ملاءته: بياض الصبح (?).
3 - و"البهمى" بضم الباء الموجدة؛ نبت يشبه السنبل، وقال أبو عمرو: وأراد بـ"نافض" ريح الصيف، وشبه شوك البُهْمَى إذا وقعت عليه فابيض بنواصي خيل شقر.
4 - قوله: "في مكرع الحي" المكرع: الموضع الذي تكرع فيه الإبل من ماء المطر تدخل فيه، يقال: كرع فيه إذا دخل فيه، وشرب منه ثم قلّ وذهب حتى كاد القطا تخوضه بأرجلها، و "اللوى" بكسر اللام؛ موضع.
قوله: "نِطَافًا" بكسر النون وفي آخره فاء؛ وهو إلماء، واحده نطفة وهي البفية من الماء، ويقال للماء المستنقع في مكان: نطاف ونطفة، قوله: "مطروقة" أي: قد طرقتها الإبل واصفرت؛ لأن الأمطار قد ذهبت.
5 - قوله: "نوء الثريا" النوء: سقوط النجم، يقال: ناء النجم إذا سقط، والثريا: كوكب من العقرب، قوله: "هوادٍ من الجوزاء" وهي نجوم تطلع قبل الجوزاء، واحدها هاب، قوله: "أخْلَفَتْ" أي: جاءت بعدها، يقال: أخلفت [فلانًا] (?) أي: جئت بعده، قوله: "انغمس" أي: غاب،