عليها، ومما نفت به المستقبل الآيتان المذكورتان والبيت المذكور (?).
........................... ... وَلَا زَال مُنْهلًّا بِجَزعَائِك القَطْرُ
أقول: قائله هو ذو الرمة غيلان بن عقبة، وصدره:
1 - أَلا يَا اسْلَمي يَا دَارَ ميَّ عَلَى البِلَى ... ..................................
وهو من قصيدة رائية، وهي من الطويل، والبيت المذكور هو أولها وبعده:
2 - أَقامَت بها حتى ذوى العودُ والتوى ... وساقَ الثريا في مُلاءتِه الفجرُ
3 - وحتَّى اغتَرَى البهْمَى مِنَ الصَّيف نافِضٌ ... كما نَفَضتْ خيلٌ نَواصيها شُقْرُ
4 - وخاضَ القطا في مكرم الحيِّ باللِّوى ... نطافًا بَقَايَاهُنَ مطروقةٌ صُفْرُ
5 - فلما مضى نَوْءُ الثُّريا وأخلفتْ ... هواد من الجوازء وانْغَمَس الغَفْرُ
6 - رمى أمَّهات القُردِ لَذْعٌ مِنَ السَّفَا ... فأحصَدَ من قُرَيانه الزهو النضرُ
7 - لَها بَشرٌ مثل الحريرِ ومَنطق ... رخيمُ الحواشِي لا هُراءٌ ولا نَزْرُ
8 - وعينان قال الله كُونَا فَكَانَتَا ... فعولين بالألْبَابِ ما تفعلُ الخمرُ
1 - قوله: "البلى" بكسر الباء [الموحدة من بلي الثوب يبلى، من باب علم يعلم، بِلًى مصدره بكسر الباء] (?) من غير مد، فإن فتحت الباء مددته (?)، قوله: "منهلًّا" بضم الميم وسكون النون وتشديد اللام، من الانهلال، وهو انسكاب الماء وانصبابه، ويقال: الانهلال: شدة الصب، وأما المنهل -بفتح الميم وتخفيف اللام فهو المورد، وهو عين الماء، ترده الإبل في المراعي.