لُقَيْمُ بْنُ لُقْمَان منْ أُخْتِهِ ... فَكَانَ ابنَ أُخْتٍ لَهُ وَابْنَمَا
أقول: قائله هو النمر بن تولب، وهو من قصيدة ميمية، وأولها هو قوله:
1 - سلا عَنْ تَذَكّرهِا تُكْتَما ... وَكَانَ رَهِينًا بِها مغْرَما
2 - وَأقْصرَ عَنْها وَآيَاتُها ... تُذَكّرهُ دَاءَهُ الأَقْدَما
3 - فَأَوْصَى الفَتَى بِابْتِنَاءِ العُلا ... وَأَنْ لا يَخُون ولا يَأْثَما
4 - ويَلْبِسَ للدَّهْرِ أَجْلالُهُ ... فَلَنْ يَبنِيَ النَّاسُ مَا هدَّمَا
5 - وإنْ أَنْتَ لاقَيتَ في نجْدَةٍ ... فَلا يَنهينّكَ أَنْ تُقْدِمَا
6 - فَإنَّ المنَيَّةَ مَنْ يَخْشَها ... فَسَوْفَ تُصَادِفُهُ أَيْنَما
7 - وإنْ تَتَخَطَّاكَ أَسْبَابها ... فإنَّ قُصَارَاكَ أَنْ تَهْرمَا
8 - فَأحبِبْ حَبِيبَكَ حبًّا رُوَيدًا ... فليس يَعُولكَ أَنْ تصرِمَا
9 - فَتَظْلمَ بالوُدّ مَنْ وصلهُ ... رقيقٌ فَتَشفَه أَو تَنْدَمَا
10 - وأبْغضْ بغِيضكَ بُغْضًا رُويْدًا ... إِذَا أَنْتَ حاولتَ أَنْ تَحكُمَا
11 - ولوْ أَنَّ منْ حَتْفِهِ نَاجيًا ... لأَلْفَيتَهُ الصدَع الأعْصَمَا
12 - بأسبيلَ ألقت بِهِ أمه ... عَلَى رَأْسِ ذِي حبك أيْهمَا
13 - إذَا شاءَ طالعَ مسْجُورَةً ... تَرَى حولَها النبعَ والساسمَا
14 - تكونُ لأَعدَائِهِ مجهلًا ... مضلّا وَكَانَتْ لهُ معلمَا
15 - سقتها الروَاعِدُ منْ صَيِّفٍ ... وَإنْ منْ خريف فَلَنْ يعدَمَا
16 - أتاحَ لهُ الدهْرُ ذَا وَفْضَةٍ ... يقلب في كفّهِ أسهمَا
17 - فَأَرسَلَ سَهْمًا على غِرِّةٍ ... وَمَا كَانَ يرهبُ أنْ يكلّمَا
18 - وأخرجَ سهمًا لهُ أهْزعًا ... فشكَّ نَوَاهِقَهُ والفَمَا