رد على أبي عمرو بن العلاء؛ إذ زعم أنه يقال: فاظ الرجل كما قال رؤبة (?):
لا يَدفنُونَ مِنْهُمُ مَنْ فَاظَا ... ...................................
ولا يقال: فاظت نفسه، وعلى من قال: إنما يقال في فعل النفس بالضاد، وبعضهم يخص الضاد بلغة تميم (?)، واتفقوا في: فاظ الرجل أنه بالظاء، وذكر ابن دحية (?) في كتاب مرج البحرين وفوائد المشرقين والمغربين أن أبا محمد بن حزم (?) حكى أن الوزير أبا الحسن جعفر بن عثمان الصحفي (?) كتب إلى صاحب الشرط أبي بكر محمد بن الحسن الزبيدي اللغوي كتابًا فيه: فاضت نفسه بالضاد فكتب إليه معترضًا (?):
1 - قُلْ لِلْوَزِير السنّي محمَّده ... لِي ذمة منك أنتَ حافِظُها
2 - إنْ لَم تُحافِظْ عِصَابَة نسبت ... إليكَ قدمًا فمَنْ يُحَافِظُها
3 - لا تدَّعَنْ حَاجَتِي مطرحة ... فَكان نَفْسِي قَد فَاظَ فَائِظُها
فَأجابه:
1 - خَفضْ قَلِيلا فَأَنْتَ أَوْحَدها ... عِلْمًا وَنَقَّابُها وَحَافِظُها
2 - كَيفَ تضِيعُ العُلُوم في بَلدٍ ... أَبْنَاوُها كلُّهُم يُحَافِظُها
3 - أَلْفَاظُهم كلها مُعَطَّلَة ... مَا لَم يُعَوَّلْ عَلَيكَ لافظها
4 - وَقَد أَتَتْنِي قَدَيْت شَاغِلة ... لِلنفْسِ أَنْ قُلت فَاظَ فَائِظُها