قوله: "أنتما": فاعل لقوله: واف، سد مسد الخبر، قوله: "لي" اللام فيه للتعليل، أي: لأجلي وهو يتعلق بقوله: "تكونا" مستتر فيه، وخبره قوله: "على من أقاطع" و "من": موصول و"أقاطع": صلته، والعائد محذوف أي: أقاطعه.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "ما وافٍ بعهدي أنتما" حيث سد الفاعل وهو قوله: "أنتما" مسد الخبر لمبتدأ وهو قوله: "وافٍ" وذلك بعد اعتماده على النفي، وذكر سيبويه أن الفاعل إنما يسد مسد الخبر إذا اعتمد على الاستفهام أو النفي، ولم يجوّز في غير هذين الموضعين إلا على القبح (?).
وأجاز الكوفيون والأخفش ذلك في غير استفهام ولا نفي، واستدلوا على ذلك بالبيت الذي يأتي الآن -إن شاء الله تعالى - (?).
وأجاب سيبويه عن هذا أنه قبيح وإن استعمله الشاعر (?)، ويقال: إن في هذا البيت شاهدًا على إبطال قول الكوفيين، ومن تبعهم كابن الحاجب (?) والسهيلي أنه يجب في نحو: أقائم أنت؟ في كون "أنت" مبتدأ مؤخرًا (?)، وكان الزمخشري يوافقهم -أيضًا- لأنه جزم في قوله تعالى: {أَرَاغِبٌ أَنْتَ} [مريم: 46] بذلك (?)، وشبهتهم أن الفعل لا يليه فاعله منفصلًا،