وإنَّ من النِّسْوَانِ مَنْ هيَ رَوْضَةٌ ... تَهِيجُ الرِّيَاضُ قبلها وتصَوّحُ
أقول: قائله هو جران العود، واسمه عامر بن الحرث بن كلفة -بفتح الكاف، ويقال بضمها، ويقال: ابن كلدة وهو ابن نمير، وأحد بني ضبة بن نمير بن عامر بن صعصعة، وإنما لقب جران العود بقوله لامرأتين كانتا له:
خُذَا حَذَرًا يا جَارَتَيَّ فإنَّنِي ... رأيت جِرَان العَودِ قد كان يصلُح
بفتح اللام، وروي بضمها، وكلتا الروايتين صواب.
والبيت المذكور من قصيدة طويلة من الطويل، يصف فيها النساء، [قال ابن حبيب] (?):
قال أبو عمرو الشيباني (?): كان جِرَانُ العَوْدِ والرَّحَّال خِدْنَيِن (?) تِبيعَيِن، ثم إنه تزوج كل منهما فلما أن اجتمعا نَعَتَا ما لقيا، فقال جران العود في ذلك:
1 - ألا لا تَغُرَّن امْرَأً نَوْفَلِيَّةٌ ... علَي الرَّأْسِ بَعْدِي أوْ تَرَائِبُ وُضّحُ
2 - ولا فاحِم يُسْقِي الدِّهَانَ كَأنَّهُ ... أَسَاودُ يِزْهَاهَا لعَينيك أبطحُ
3 - وأذنابُ خَيلٍ عُلِّقَتْ في عَقِيصَةٍ ... ترى قُرْطَها من تحتها يَتَطَوَّحُ
4 - فإنَّ الفَتَى المغرورَ يُعْطِي تِلادَهُ ... ويُعْطي الثّنا من مالهِ ثم يُفْضَحُ
5 - ويغدُو بِمسْحَاجٍ كَأنَّ عِظَامَهَا ... مَحَاجِنُ أعرَاهَا اللِّحَاءُ المشبحُ
6 - إذا ابْتُزَّ عنها الدرع قِيلَ مُطَّرِدٌ ... أحَصُّ الذنابي والذراعين أرسح
إلى أن قال:
7 - أجَلِّيِ إليهَا من بعيد وأتَّقي ... حجارتها حقًّا ولا أَتَمَزَّحُ