الإعراب:
قوله: "أطوف": جملة من الفعل والفاعل، قوله: "ما أطوف" كلمة (ما) مصدرية.
والمعنى: أطوف الطواف الكثير وهو من المصادر السادة مسد الظروف؛ كأنه قال: مدة طوافي.
قوله: "ثم آوي": جملة من الفعل والفاعل، عطف على قوله: "أطوف" و "إلى بيت" يتعلق به، قوله: "قعيدته" مبتدأ، و "الكاع": خبره، والجملة صفة للبيت.
فإن قلتَ: هذه الصيغة لا تستعمل إلا في النداء فكيف حكمها؟
قلتُ: تقع في غير النداء في ضرورة الشعر ومنه البيت، و "لكاع" ها هنا مبني على الكسر ولكنه في محل الرفع على الخبرية.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "ما أطوف" وذلك لأنه أوصل ما المصدرية [الظرفية] (?) بالفعل المضارع المثبت وهو قليل، [والأكثر] (?) أن توصل المصدرية بالماضي، أو بالمضارع المنفي بلم نحو: لا أصحبك ما لم تضرب زيدًا (?).
وفيه استشهاد آخر: وهو أن فِعال لا يستعمل في غير النداء إلا نادرًا، فلا يجوز في السعة: جاءتني لكاعِ، إلا أن يجعل لكاع علمًا للمرأة ثم يعدل عنه، هكذا قال عبد القاهر الجرجاني -رحمه اللَّه تعالى - (?) وإنما اختص بالنداء أشباه هذا؛ لأن التعريف لا يكون إلا به؛ ألا ترى أن نحو خبيثة وفاسقة ليس بعلم، وإنما يتعرف بالنداء؛ فلهذا خص بالنداء في حال السعة (?).