فإن الماءَ ماءُ أَبي وَجَدِّي ... وبئْرِي ذُو حَفَرْتُ وَذُو طَوَيْتُ
أقول: قائله هو سنان بن الفحل أخو بني أم الكهف من طيئ (?)، وهو من قصيدة، وأولها هو قوله:
1 - وَقَالُوا قَدْ جُنِتتَ فَقُلْتُ كَلَّا ... وَرَبِي مَا جُينْتُ وَلا انْتَشَيتُ
2 - ولكني ظُلِمْتُ فَكِدْتُ أَبْكِي ... مِنَ الظُلْمِ المبُيِن أَوْ بَكيتُ
3 - فإن الماء ............... ... ...................... إلخ
4 - وقبلك رُبّ خَصْم قد تَمَالوْا ... عَلَيَّ فَمَا هَلِعْتُ وَلا ذُعِرْتُ
5 - وَلَكني نَصَبْتُ لهم جَبِيني ... وألّةَ فارسٍ حتى قَرَيتُ
وهي من الوافر، وفيه العصب بالمهملتين، والقطف.
1 - قوله: "قد جننت" على صيغة المجهول، من الجنون، وكان الواجب أن يقول (?): وقالوا: قد جننت أو سكرت، ولكنه اكتفى بذكر أحدهما عن الآخر؛ لأن النفي الذي يتعقب الجواب ينظمهما (?)، وذلك كما في قول الشاعر (?):
فَمَا أَدْرِي إذا يَممتَ أَرْضًا ... أُرِيدَ الخيرَ أَيُّهُمَا يَليني
قوله: "كلا": للردع والزجر (?)، والمعنى: ليس الأمر كذلك فارتدع، قوله: "ولا انتشيت" أي: ولا سكرت؛ من النَّشْوَةِ وهو السكر، ومنه يقال للسكران: نشوان.
2 - قوله: "ظلمت" على صيغة المجهول، وَذَكرَ البُكاء ليرى أنفته وإنكارهُ لما أريد ظلمه فيه.