هُمَا اللَّتَا لَوْ وَلَدَتْ تمِيمُ ... لَقِيلَ فَخْرٌ لَهُمُ صَمِيمُ
أقول: قائله هو الأخطل، واسمه: غياث بن غوث بن الصلت بن طارقة بن عمرو بن سيحان بن فدوكس بن عمرو بن مالك بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب، الشاعر المشهور من الأراقم، ويلقب بالأخطل النصراني لكبر أذنه، يقال: رجل أخطل، أي: عظيم الأذن، وكذا شاة خطلاء، إذا كانت مسترخية الأذنين وعظيمتهما، ويكنى الأخطل أبا مالك، وكان اسم أمه ليلى، وهي امرأة من إياد، وهو من الطبقة الأولى من الشعراء الإسلاميين (?).
الإعراب:
قوله: "هما" مبتدأ، و"اللتا": خبره، وأصله: اللتان، وهي صفة موصوفها محذوف تقديره: هما المرأتان اللتان، وقوله: "لو ولدت تميم": جملة وقعت صلة، والعائد محذوف تقديره: لو ولدتهما، فقوله: "لو" للشرط، وقوله: "ولدت تميم" (?): فعل وفاعل فعل الشرط، وقوله: "لقيل فخر لهم": جواب الشرط، وإنما أنث الفعل في ولدت؛ لأن تميمًا قبيلة كما ذكرنا.
وأصل قيل: قول، نقلت حركة الواو إلى القاف بعد سلب حركتها؛ فصار: قول بكسر القاف وسكون الواو: فقلبت الواو ياء لسكونها [وانكسار ما قبلها] (?) فصار: قيل (?).
قوله: "فخر": مبتدأ، وقد تخصص بالصفة وهي قوله: "صميم"، وقوله: "لهم" خبره، وهو معترض بين الصفة والموصوف، والجملة وقعت مقولًا للقول، ويروى: فخر لهم عميم، أي: فخر شامل لهم، والضمير في لهم يرجع إلى تميم.
الاستشهاد فيه.
في قوله: "اللتا"؛ لأن أصله اللتان (?)، فحذفت منها النون؛ كما في قوله: "إن عمي اللذا"؛ إذ أصله: اللذان؛ كما ذكرنا (?)، وهذه لغة بلحارث كما ذكرنا، وذكر ابن مالك في شرح