حيث قال النابغة لحسان: "إنك شاعر لولا أن بيتك معيب من ثلاثة أوجه:
- قلتَ: جفنات وأسياف ويقطرن، ولم تقل: جفان وسيوف ويجرين.
- وفخرت بمن ولدت ولم تفخر بمن ولدك.
- وقلت: يلمعن بالضحى ولم تقل: يبرقن في الدجى، ولو قلت كان أبلغ في المدح؛ لأن الضيف بالليل أكثر" (?).
كان العيني مؤرخًا كبيرًا، وله كتب كثيرة في التاريخ، منها المطبوع، ومنها المخطوط؛ كما ذكرنا في مؤلفاته، ومن هنا كان ينتهز أي حادثة تاريخية لها صلة بالبيت الذي يشرحه ثم يسردها، وهذه نماذج من ذلك:
- حكى قصة ورقة بن نوفل وقد أخبرته خديجة بنزول الوحي على رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، وهو القائل من قصيدة الشاهد (?):
بأن محمدًا سَيَسُودُ قومًا ... ويخصمُ مَنْ يكونُ له حَجِيجَا
- وحكى قصة الأعشى وذهابه إلى المدينة ليمدح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويعلن إسلامه، فقابله أبو سفيان، ورده على وجهه، وأعطاه مائة ناقة، وكان ذلك بعد صلح الحديبية، ومطلع القصيدة (?):
ألمْ تَغْتَمِضْ عَينَاكَ لَيلَةَ أَرْمَدَا ... وبت كما باتَ السَّليمُ مُسَهَّدًا
- وحكى قصة هند بنت عتبة وهجائها أهل مكة بهذا البيت (?):
أَفِي السِّلْمِ أعْيَارًا جَفَاءً وغِلْظَةً ... وفي الحرْبِ أمثال النساءِ العوَاركِ
- وحكى قصة أبي عزة عمرو بن عبد الله بن عثمان، وقد وقع في أسر المسلمين، وطلب من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يمن عليه فمنَّ عليه، وأطلق سراحه، فمدحه بقوله من قصيدة في باب إن وأخواتها (?):