وَقَدْ جَعَلَتْ نَفْسِي تَطِيبُ بِضَغْمَةٍ ... لِضَغْمِهِمَاهَا يَقْرَعُ العَظْمَ نَابُهَا
أقول: قائله هو المغلس بن لقيط بن حبيب بن خالط بن نضلة الأسدي، جاهلي، هو وأخواه: بعثر (?) ونافع ابنا لقيط شعراء، وهو من قصيدة هائية يرثي بها أخاه أطيطًا ويشتكي من قرينين له يؤذيانه، وقيل: هما أبناء أخيه وهما: مدرك ومرة، وأولها هو قوله:
1 - وَأبْقَتْ لِيَ الأَيَّامُ بَعْدَكَ مُدْرِكًا ... وَمُرَّةً والدُّنْيَا قَلِيلٌ عِتَابُهَا
2 - قَرِينَيِن كَالذَّئْبَيِن يَقْتَسِمَانِنِي ... وَشَرُّ صَحَابَاتِ الرَّجَالِ ذِئَابُهَا
3 - إِذَا رَأَيَا لِي غَفْلَةً أَسَّدَا بِهَا ... أَعَادِي والأَعْدَاءُ كَلِبَيْ كِلابُهَا
4 - وَإِنْ رَأَيَانِي قَدْ بَحَوْتُ تَبَغَّيَا ... لِرَجْلِي مُغَوَّاةً هَيَامًا تُرَابُهَا
5 - فَلَوْلا رَجَائِي إِنْ تَئُوبَا وَلا أَرَى ... عُقُولَكُمَا إلا شَدِيدًا ذَهَابُهَا (?)
6 - سَقَيْتُكُمَا قَبْلَ التَّفَرُّقِ شَرْبَةً ... يَمُرُّ عَلَى بَاغِي الظَّلامِ شَرَابُهَا
7 - وَقُدْ جَعَلْتُ نَفْسِي تَهُمُّ بِضَغْمَةٍ ... عَلَى عَلّ غَيْظٍ يَقْصِمُ العَظْمَ نَابُهَا
هكذا رواه أبو عمرو في كتاب: "الحروف" له، وابن الناظم رواه كما رواه سيبويه (?)، وأبو علي في الإيضاح (?).
وهو من الطويل.
2 - قوله: "قرينين" أي: متقاربين، قوله: "يقتسمانني" أي: يختصمانني ويروى: يصطحبانني، قوله: "ذئابها": جمع ذئب.
3 - قوله: "أسّدا بها" أي أغريا بها، أي بسبب الغفلة، يقال: أسّدته وأوسدته إذا أغريته بالصيد، والواو منقلبة عن الألف. وأسدت بين القوم أي أفسدت، قوله: "كلبي": جمع كلب