عالمًا، ومنه بيت الشاهد:

.......... نِعْمَ الفَتَى أَنْتَ مِنْ فَتَى ... ......................

حيث يفيد التمييز ما لا يفيده الفاعل، فلذلك جاز، وإلا لم يجز وصححه ابن عصفور رحمه الله.

ومن المسائل الصرفية التي تكلم عنها (?):

حديثه عن ألف المقصور حين يوقف عليه نحو أن تقول: رأيت فتى، قال: "نحو: رأيت فتى، وفي هذه الألف ثلاثة مذاهب:

الأول: أنها بدل من التنوين في الأحوال الثلاثة، وهو مذهب أبي الحسن والفراء، والمازني.

والثاني: أنها الألف المنقلبة في الأحوال الثلاثة، وأن التنوين حُذِف، فلما حُذِف عادت الألف وهو مذهب الكوفيين، وروي عن أبي عمرو والكسائي، وإليه ذهب السيرافي وابن كيسان وابن مالك في الكافية، وقال في شرحها: ويقوي هذا الذهب ثبوت الرواية بإمالة الألف وقفًا والاعتداد بها رويًّا.

الثالث: اعتباره كالصحيح والألف في النصب بدل من التنوين، وفي الرفع والجر بدل من لام الكلمة، وهو مذهب سيبويه، ومعظم النحاة، وإليه ذهب أبو علي الفارسي -رحمه الله تعالى-".

وأما علم العَروض:

فقد كان العيني متمكنًا منه، وقد نسب الشواهد التي شرحها كلها إلى بحورها، ولم يخطئ في واحد منها إلا سهوًا، ولم يكتفِ بنسبة الأبيات، وإنما كان يشرح بين الحين والحين مسألة عروضية، انظر إليه وهو يشرح أول بيت في شواهده، وهو قول لبيد (?):

ألَا كلُّ شيءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلٌ ... وَكلُّ نَعِيمٍ لَا مَحَالةَ زَائِلُ

يقول: "البيت من بحر الطويل، وهو أول بحور الدائرة الأولى من الدوائر الخمس المسماة بدوائر المختلف، وسميت به لاختلاف كمية أجزائها، وهي مشتملة على خمسة أبحر، ثلاثة مستعملة وهي: الطويل والديد والبسيط، وبحران مهملان؛ وهما: المستطيل مقلوب الطويل، والممتد مقلوب المديد".

ثم شرح بحر الطويل قائلًا: "وأصله في الدائرة: فعولن مفاعيلن أربع مرات (?)، وقد دخله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015