لم يقتصر كتاب المقاصد على ذكر الشاهد من شراح الألفية، وبيان وجه الاستشهاد، وإنما حوى هذا الكتاب علومًا كثيرة غير النحو، وكانت الثقافة الواسعة لمؤلفه ووقوفه على كثير من العلوم سببًا في معارف مختلفة في الكتاب، وفي هذا الفصل سنعرض نماذج علمية مختلفة احتوى عليها الكتاب؛ فمنها ما هو في النحو والصرف والعروض، ومنها ما هو في اللغة وتفسير المفردات، وبيان للهجات العرب، ومنها ما هو في البلاغة والنقد، ومنها ما هو في التاريخ والسير والتراجم:
ددد اين ثانيا ددد
احتوى كتاب المقاصد في هذه العلوم من المعارف والنماذج المختلفة، وسنعرض لكل فن من هذه الفنون مسألة واحدة؛ لأن الكتاب إنما ألف لها ومن أجلها، وعلى القارئ أن يتزود من تلك العلوم بقراءة الكتاب.
ففي النحو وفي باب التمييز والجمع بين التمييز والفاعل الظاهر في مثل قول الشاعر "شواهد نعم وبئس" (?):
وَقَائِلَة نِعْمَ الفَتَى أَنْتَ مِنْ فَتىَ ... إِذَا المُرْضِعُ العَوْجَاءُ جَال بَريمُهَا
وفيه ثلاثة مذاهب:
- المنع وهو مذهب سيبويه؛ إذ لا إبهام يرفعه التمييز.
- والجواز وهو مذهب المبرد وابن السراج والفارسي، قال ابن مالك: وهو الصحيح.
- والثالث: التفصيل: فإن أفاد التمييز معنى لا يفيده الفاعل جاز نحو: "نعم الرجل رجلًا