الشاهد الرابع والخمسون (?)، (?)

بُلِّغْتَ صُنْعَ امْرِئٍ بَرٍّ إِخَالُكَهُ ... إِذْ لَمْ تَزَلْ لاكْتِسَابِ الحَمْدِ مُبْتَدِرًا

أقول: هذا البيت احتج به جماعة من النحاة، ولم أر أحدًا منهم نسبه إلى قائله.

وهو من البسيط وفيه الخبن.

قوله: "بَرٍّ" بفتح الباء الموحدة يقال: رجل برٌّ، أي: صادق، ومنه برَّ فلانٌ في يمينه؛ أي صدق، قوله: "إخالكه" أي: أظنكه، وهو بكسر الهمزة، وهو الأفصح، وإن كان القياس فتحها، وعلى القياس لغة بني أسد (?) وهو من خلت الشيء خيلًا وخيلة ومخيلةً وخيلولةً، أي ظننته، قال الجوهري: وتقول في مستقبله: إخال بكسر الهمزة، وهو الأفصح (?)، قوله: "مبتدرًا" من الابتدار، وهو الإسراع.

الإعراب:

قوله: "بلغت" على صيغة المجهول، والتاء مفعول ناب عن الفاعل، وقوله: "صنع امرئ": كلام إضافي وقع مفعولًا ثانيًا لبلغت، قوله: "بر": صفة لامرئ، قوله: "إخالكه" جملة من الفعل والفاعل، والمفعولين أحدهما الكاف، والآخر الهاء، قوله: "إذ" للتعليل، و "لم تزل" جملة من الفعل والفاعل، وهو الضمير الذي هو اسم: لم تزل، وقوله: "مبتدرًا" بالنصب خبره، وقوله: "لاكتساب الحمد" يتعلق به.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "إخالكه" حيث أتى فيه بالضمير المتصل؛ حيث لم يقل إخالك إياه، وقد ذكرنا أن الجمهور على الفصل في مثل هذا الباب، واختار ابن الطراوة (?) والرماني (?) وابن مالك الاتصال، واستشهدوا بالبيت المذكور (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015