............................... ... أَبَى اللهُ أَن أَسْمُوَ بِأُمٍّ ولا أَبٍ
أقول: قائله هو عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري الجفري، كان سيد بني عامر في الجاهلية.
قال أبو موسى (?): اختلف في إسلامه وأورده أبو العباس المستغفري (?) في الصحابة -رضي الله عنهم-، وقال ابن الأثير (?): قول المستغفري وغيره ليس بحجة في إسلام عامر؛ فإن عامرًا لم يختلف أهل النقل من المتقدمين أنه مات كافرًا، وقد دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليه، وعلى أربد بن قيس أخي لبيد لأمه، وقال (?): "اللهم اكفنيهما بما شئت" فأنزل الله على أربد صاعقة، وأخذت عامر الغدة، فكان يقول: غدة كغدة البعير، ومات في بيت سلولية، فلم يختلفوا في ذلك، وأول البيت المذكور:
فمَا سَوَّدَتْنِي عَامِر عَنْ ورَاثَةٍ ... أَبَى اللهُ أَنْ أَسْمُوَ بأُمٍ ولا أَبٍ
وهو من قصيدة بائية، وهي هذه (?):
1 - تقولُ ابنَة العَمْرِيّ ما لك بعدما ... أراكَ صحيحًا كالسَّليمِ المعذَّبِ
2 - فقلتُ لها هَمِّي الذي تعرفينَهُ ... منَ الثأرِ في حيِّيْ زُبَيْدٍ وأرْحَبِ
3 - إنْ أغزُ زُبَيْدًا أغْزُ قومًا أعزةً ... مراكبُهُم في الحيِّ خيرُ مراكبِ
4 - وإنْ أَغْزُ حيَّيْ خثعمٍ فَدِمَاؤُهُمْ ... شفاءٌ وخيرُ الثأرِ للمتأوِّبِ
5 - فمَا أدْرَكَ الأوتارَ مثلَ محقِّقٍ ... بأجردَ طاوٍ كَالعَسِيبِ المشذَّبِ