على أنَّه فاعل لقوله: "شديدًا" وهو صفة مشبهة تعمل عمل فعلها، ويجوز أن يكون رأيت بمعنى علمت؛ فحينئذ يكون له مفعولان: الأول: هو قوله: الوليد، والثاني: هو قوله: مباركًا.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "الوليد بن اليزيد" حيث أدخل الشاعر فيهما (?) الألف والسلام بتقدير التنكير فيهما، وهي في الحقيقة زائدة (?).
...................... ... تَبِيتُ بَلِيل أمأرمَدِ اعْتَادَ أَوْلَقا
أقول: قائله بعض الطائيين، ولم أقفْ على اسمه، وأوله:
أئِنْ شِمْتَ مِنْ نَجْدٍ بَرِيقًا تَأَلقا ... ...........................
وهي من الطَّويل، والقافية من المتدارك.
قوله: "أئن شمت" من شمت البرق أشيمُه شَيمًا إذا نظرته أين يصوب، قوله: "بريقًا" أي لمعانًا، ووجدته بخطِّ [بعض] (?) الفضلاء على صورة التصغير، قوله: "تألّقا" بتشديد اللام يقال تألق البرق إذا لمع.
قوله: "بليل أمارمد" أراد بليل الأرمد، والميم أبدلت من اللام، وهو لغة أهل اليمن، كما في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس من امبر في امصيام في امسفر" (?). وفي بعض الروايات: "تكابد ليل أمأرمد" من المكابدة، وهي من المعاناة (?) والمقاساة، قوله: "أولقًا" الأولق: الجنون، والبيت من القلوب، والمعنى: أئن لاح لك من هذه الجهة أدنى بريق بت بليلة رجل أرمد اعتاده الجنون.