على أحوذيينَ اسْتَقَلَّت عشية ... فما هِيَ إلَّا لمحةٌ وتَغِيبُ
أقول: قائله هو حميد بن ثور بن حزن بن عمرو بن عامر بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر بن صعصعة، وكنيته: أبو المثني، وقيل: أبو الأخضر، وقيل: أبو خالد شهد حنينًا مع الكفار ثم قدم على النَّبيِّ - صَلَّى الله عليه وسلم - فأسلم وأنشد أبياتًا، والبيت المذكور من قصيدة بائية يصف بها حميدٌ القطاةَ، وأولها قوله:
1 - إذا وُجِّهَتْ وَجهًا أَبَانَتْ مُدِلَّةً ... كَذَاتِ الهَوَى بالمشْفَرَين لَعوْبُ
2 - كما جَبَّبَتَ كدراءُ تَسقِي فِرَاخَها ... بشَمطَةَ رِفْهًا والميَاهُ شُعُوبُ
3 - غَدَتْ لم تُصَعّدْ في السماءِ وتحتَها ... إذا نَظَرتْ أُهْويَّةٌ وصُبوبُ
4 - قرينة سبع إِن تَوَاتَرنَ مرةً ... ضربْنَ فَصَفت أَرْؤُسٌ وجنوبُ
5 - ثمانٍ على سِكْرين ما زدن عِدَّةَ ... غدون قُرَانَى ما لهُنّ جَنِيبُ
6 - إذا ما تَبَالينَ البُلَيَّ تَزَغَّمَتْ ... لَهُنّ قَلَوْلاةُ النجاء طلوبُ
7 - فجاءتْ وما جاءَ القَطَا ثُمَّ شَمرتْ ... لمسكِنها والوارِدَاتُ تنوُبُ
8 - [تبادر أطفالًا مَسَاكِينَ دونها] ... فَلا لا تَخَطَّاهُ العُيُونُ رَغِيبُ (?)
9 - وجاءت ومسقاها الذي وَرَدَتْ به ... [إلى النَّحْرِ مَشْدُودُ العِصَامِ كتيبُ]
10 - وَصَفْنَ لَهُنَّ مُزْنًا بأرضِ تنوفةٍ ... فما هي إلا نهلةٌ فَوُثُوبُ
11 - على أحوذيّيِن استقلّتْ عشيّةَ ... فما هي إلا لمحة وتَغِيبُ
12 - ثمان بإسْتَارَيْنِ يَهْوْين مَقْدَمًا ... صبيحة خِمسٍ ما لهن جنيبُ
13 - تجوبُ الدجى كدريةٌ دونَ فَرَخها ... بمطل أريك سَبسَبٌ وسُهوبُ
وهو من الطويل وفيه القبض والحذف على ما لا يخفى.