تتلمذ على يديه، وفي هذا إجحاف له وغمط لفضله، ولعل ذلك يرجع إلى العصبية للمذهب، والسياسة التي إن دخلت محراب العلماء أوقعتهم في الشدائد".
والشوكاني صاحب البدر الطالع يقول عنه: "وتصانيفه كثيرة جدًّا، وانتفع بها الناس، وأخذ عنه الطلبة من كل مذهب، وأدركه حظ عند العلماء".
مدحه بعض الشعراء فقال (?):
لقدْ حُزْتَ يَا قَاضيَ القُضاةِ مَنقِبًا ... يُقَصِّرُ عَنْهَا مَنْطِقِي وبَيَانِي
وأثنى عليك الناسُ مَشرقًا ومَغْرِبًا ... فلا زِلْتَ مَحْمُودًا بِكُلِّ لِسَانِ
وقال أبو المعالي (?): وقد أسف المسلمون على فقد العيني، وهو الحري بقول القائل:
وإني لمعْزُورٌ إذا ما بكَيتُهُ ... بِأكثَرَ مِنْ قَطْرِ الغَمَامِ وأَغْزَرِ
ولِي عَبْرَةٌ لَمْ تَرْقَ عِنْدَ ادِّكَارِهِ ... كما لِي فيهِ عبْرَةُ المتُفَكِّرِ
وقد كان لم يُحْجَبْ ثَنَاهُ بحاجب ... ولم تَسْتَتِر أَضْوَاؤُهُ بِمُتَسَتِّرِ
فَوَا أَسَفًا إِنْ كَانَ يُغْنِي تَأَسُّفِي ... ووَا حَذَرًا إِنْ كَانَ يُغْنِي تَحَذُّرِي
وكُنْتُ أَرَانِي فيِ النَّوَائِب صَابرًا ... فَأَعْدَمَنِي صَبرِي فَأَيْنَ تَصَبُّرِي
وَإنِّي لَمَقْبُولُ المعَذِيرِ فيِ الأَسَى ... ومَنْ يَعْتَذِرْ مِثْلِي إِلَى الصَّبْرِ يُعْذَرِ
كان العيني كثير التأليف -كما قلنا- سريع الكتابة، حتى يروى أنه كان يكتب بعض كتبه في ليلة واحدة، وقد كثرت كتبه، وجاءت في مختلف الفنون، منها ما هو في اللغة والنحو، ومنها ما هو في الفقه، ومنها ما هو في الحديث، ومنها ما هو في التاريخ.
- كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية، وهو الكتاب الذي نحققه الآن، وهو الذي بين يديك -أخي القارئ- وقد ذكر العيني سبب تأليف هذا الكتاب، يقول في مقدمته: