قوله: "لمضُوفَةٍ" بفتح الميم وضم الضاد المعجمة وسكون الواو وفتح الفاء، قال الأصمعي: هو الأمر الذي يشفق منه، وقال أبو سعيد: هذا البيت يروى على ثلاثة أوجه: على المَضُوفَة، والمضيفة، والمضافة (?).

وقال ابن يعيش: المراد من المضوفة هاهنا ما ينزل من حوادث الدهر ونوائب الزمان، أي: إذا جاري دعاني لهذا الأمر شمرت عن ساقي وقمت في نصرته (?)، قوله: "حتى يبلغ الساق"، ويروى: حتى ينصف الساق (?).

الإعراب:

قوله: "وكنت" الواو للعطف إن تقدمه شيء، والضمير المتصل به اسم كان، وخبره قوله: "أشمر، وجعل الجوهري "كان" هاهنا زائدة، وقال: لأنه يخبر عن حاله وليس يخبر بكنت عما مضى من فعله (?)، وفيه نظر؛ لأن "كان" لا تقع زائدة أولًا إذا رفعت الاسم ونصبت الخبر، بل تقع زائدة إذا وقعت حشوًا كما في قوله (?):

........................ ... على كان المسومة العراب

قوله: "إذا جاري" تقديره: إذا دعا جاري، فقوله: "جاري": كلام إضافي مرفوع بفعل محذوف يفسره الظاهر، ومفعول "دعا" محذوف تقديره: دعاني، واللام في لِمَضُوفَةٍ تتعلق بـ: "دعا"، قوله: "حتى" للغاية، و "أن" بعدها مضمرة، و "يبلغ" منصوب به [والساق مفعول] (?)، و "مئزري": كلام إضافي فاعل يبلغ، وهذا الكلام كناية عن شدة قيامه واهتمامه في نصرة جاره عند حلول النوائب؛ كما ذكرنا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015