.................... ... وكَحَّل العَيْنَيْنِ بالعوَاورِ
أقول: قائله هو جندل بن المثنى الطهوي، وأوله هو قوله (?):
1 - غرَّكِ أنْ تَقَارَبَتْ أبَاعِرِي ... وَأَنْ رَأَيْتَ الدَّهْرَ ذَا الدَّوَائِرِ
2 - حَنَّى عِظَامِي وَأَرَاهُ ثَاغِرِي ... وَكَحَّلَ العَيْنَيْنِ بالعَوَاورِ
ويروى:
وَكَاحِلًا عَيْنَيَّ بالعَوَاورِ
وهي من الرجز المسدس.
قوله: "وكَحَّل العَينَيِنْ بالعوَاورِ" أي: جعل فيهما ما يقوم مقام الكحل لهما، وهذا على المجاز والاتساع، و "العواور": جمع عوار بضم العين وتخفيف الواو، وهو الرمد الشديد، وقيل: هو كالقذا والطعن يجده الإنسان في عينه، قوله: "أن تقاربت أباعري" يريد أن إبله قد تقاربت، أي: قربت من الدناءة؛ من قولك: شيء مقارب إذا كان دونًا، وكذلك: رجل مقارب، قيل: إنما المعنى: قرب بعضها من بعض، قوله: "حنى عظامي" أي: قوسها، قوله: "ثاغري" بالثاء المثلثة والغين المعجمة؛ من ثغرته إذا كسرت ثغرته.
الإعراب:
قوله: "وكحل": فعل ماض، وفاعله الضمير المستتر فيه الذي يرجع إلى الدهر، و "العينين": مفعوله، والباء تتعلق بكحل في محل النصب على أنه مفعول ثانٍ.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "العواور" فإن أصله: العواوير، فلذلك صحت الواو لبعدها من الطرف ثم حذفت