صدره، وقالت: أنت الذي يؤمل قومُكَ أن تكون شاعرَهم، قال: نعم، قالت: والله لا يُنْجِيكَ منِّي إلا أن تقولَ ثلاثة أبيات على رويٍّ واحد، فقال حسان:
إذَا مَا تَرَعْرَعَ ......... ... ........................ إلخ
قالت: ثَنِّه، فقال:
إذَا لَمْ يَسُدْ قبل شَدِّ الإزارِ ... فذَلِكَ فِينَا الَّذِي لَا هُوَهْ
فقالت: ثلِّثه، فقال:
وَلِيَ صاحبٌ مِنْ بني الشَّيْصَبَانِ ... فحينًا أَقول وحينًا هُوَهْ (?)
وهي من المتقارب وفيه الحذف.
وقال الأثرم: أخبرني علماء الأنصار أن حسان بن ثابت بعد ما ضُرَّ بصرُهُ مرَّ بابن الزِّبَعْرَى وعبد اللَّه بن أبي طلحة بن سهل بن الأسود بن حَرَام ومعه ولدُه يقوده، فصاح به ابن الزِّبَعْرَى بعد ما ولى: يا أبا الوليد من هذا الغلام؟ فقال حسان بنُ ثابت الأبيات الثلاثة.
وهي من الوافر (?).
قوله: "ترعرع" أي: قارب الحلم، قال الأصمعي: إذا احتلم الصبي، قيل: محتلم وحالم، وعند ذلك يقال: قد ترعرع، وهو غلام رعرع، وقال بعضهم: الحزَوّر واليافع والمترعرع واحد، قوله: "الشيصبان": هي قبيلة من الجن.
الإعراب:
قوله: "إذا" للشرط، وكلمة: "ما" زائدة، و "ترعرع": فعل ماض، و "الغلام": فاعله، والجملة وقعت فعل الشرط، قوله: "فينا" أي: بيننا، قوله: "فما إن يقال": جواب الشرط، وكلمة: "ما" نافية، و "إن" زائدة؛ كما في قوله:
فَمَا إِنْ طِبُّنَا جُبْنٌ ..... ... ....................... إلخ
وقوله: "من": مبتدأ، و "هو": خبره، والجملة مقول القول.