قصد يقصد قصدًا، ولكنه لما وقف عليه نقل حركة الهاء إلى الدال وهي متحركة، وقد أجيب عن هذا بأنه يحتمل أن يكون أصله: قصدوه بواو الجمع حملًا على معنى من، ثم حذف الواو اكتفاء بالكسرة؛ كما في قوله:

................ كانُ حولي ... ..................

في البيت السابق (?).

الشاهد الثامن والعشرون بعد المائتين والألف (?)، (?)

ألامَ يقولُ الناعيانِ ألا مَهْ ... ألا فَانْدُبَا أَهْلَ النَّدا والكَرَامَهْ

أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من الطويل، والبيت مصرع.

قوله: "الناعيان": تثنية ناعٍ وهو الذي يأتي بخبر الميت، وأراد بـ" الندا" الفضل والعطاء.

الإعراب:

قوله: "ألا" للتنبيه، قوله: "م" أصلها: ما، وهي في محل الرفع على الابتداء، واعلم أنه لا ضرورة في حذف الألف هاهنا؛ لأن بقاءها لا يضر الوزن على ما لا يخفى، ولا هي مجرورة بحرف الجر حتى تحذف.

وقوله: "يقول" فعل، و "الناعيان": فاعله، والجملة في محل الرفع على الخبرية، وقوله: "ألا" أيضًا للتنبيه، وقوله: "فاندبا": جملة من الفعل والفاعل، وقوله: "أهل الندا": كلام إضافي مفعوله، وقوله: "والكرامة": عطف عليه.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "ألا مه" فإن الألف فيه قد حذفت في "ما" الاستفهامية مع أنها غير مجرورة، وذلك لأجل الضرورة؛ لأنه أراد أن يصرع البيت، فلم يمكنه ذلك إلا بإدخال هاء السكت في آخرها.

وقد علم أنه إنما يجب حذف ألف "ما" الاستفهامية إذا جرت، وتبقى الفتحة دليلًا عليها؛ كما في قولك: فيمَ وإلامَ، ومنه قوله تعالى: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} [النبأ: 1] أصله: عن ما يتساءلون، فأدغمت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015