والثاني: أنها الألف المنقلبة في الأحوال الثلاثة، وأن التنوين حذف، فلما حذف عادت الألف، وهو مذهب الكوفيين، وروي عن أبي عمرو والكسائي، وإليه ذهب السيرافي وابن كيسان وابن مالك في الكافية، وقال في شرحها: ويقوي هذا المذهب ثبوت الرواية بإمالة الألف وقفًا والاعتداد بها رويًّا (?)، وقال ابن أم قاسم: مثال الاعتداد بها قول الراجز:
إِنَّكَ يَا ابْنَ جَعْفَرٍ نِعْمَ الفَتَى ... ......................... (?)
إلى قوله:
وَرُبَّ ضَيفٍ طَرَقَ الحَيَّ سُرَى ... ..........................
الثالث: اعتباره كالصحيح؛ فالألف في النصب بدل من التنوين، وفي الرفع والجر بدل من لام الكلمة، وهو مذهب سيبويه (?)، ومعظم النحاة، وإليه ذهب أبو علي الفارسي -رحمه اللَّه تعالى- (?).
ألا أَذِّنْ فما أَذْكَرْتَ ناسي ... ...............................
أقول: قائله هو أحمد بن الحسين المتنبي، وتمامه:
......................... ... ولَا لَيَّنْتَ قَلْبًا وَهُوَ قاسي
وبعده:
وَلَا شُغِلَ الأَمِيرُ عَنِ المَعَالِي ... ولَا عَنْ حَقِّ خَالِقِهِ بِكَاسِي
وكان سيف الدولة بن حمدان يشرب فأذن المؤذن، فوضع سيف الدولة القدح من يده، وقال المتنبي البيتين المذكورين، وهما من الوافر. المعنى ظاهر.