تكشف معنى الجملة الأولى، فتكون من الصفات الكاشفة، قوله: "ولكن أبتكر" أصله: ولكني أبتكر.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "نهر" فإنه استغنى بهذا الوزن عن ياء النسب، لأنه يستغنى عن ياء النسب بفَعِل بمعنى: صاحب؛ كما يقال: رجل طَعِم؛ أي: ذو طعام، ومنه قوله تعالى: {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [فصلت: 46] أي: بذي ظلم (?).
أَلا يا دِيارَ الحَيِّ بالسَّبُعان ... أَمَلَّ عليها بالبِلَى المَلَوَانِ
أقول: قائله هو تميم بن مقبل (?) شاعر مجيد فائق، ونسبه ابن هشام إلى خلف الأحمر (?)، وهو غير صحيح، وبعده (?):
2 - أَلَا يَا دِيَارَ الحَيِّ لَا هَجْرَ بَيْنَنَا ... ولَكِنَّ رَوْعَاتٌ مِنَ الحدثَانِ
3 - نَهَارٌ ولَيلٌ دَائِبٌ مَلَوَاهُمَا ... عَلَى كُلِّ حَالِ النَّاسِ مُخْتَلِفَانِ
وهي من الطويل، وعروضه محذوفة لكونه مصرعًا.
قوله: "بالسبعان" بفتح السين المهملة وضم الباء الموحدة، وهو اسم موضع، قوله "أملَّ" من أمللت الكتاب، قال الجوهري: أمليت الكتاب أملي وأمللته أمله، جيدتان جاء بهما القرآن الكريم (?)، و"البِلَى" بكسر الباء الموحدة، مصدر بلي الثوب إذا خلق، و "الملوان": الليل والنهار.