الاستشهاد فيه:
في قوله: "صداد" فإنه جمع صادة وهو نادر؛ لأن فعالًا بضم الفاء وتشديد العين يجيء جمع فاعل؛ كصوّام جمع صائم، وقوام جمع قائم، ويمكن أن يكون: صداد جمع صاد للمذكر لا جمع صادة، ويكون الضمير في قوله: "أراهن" راجعًا للأبصار لا للنسوة، لأنه يقال: بصر صاد كما يقال: بصر حاد وأبصار حداد. فافهم (?).
لكلِّ دَهْرِ قَدْ لَبِسْتُ أَثْوُبًا
أقول: قائله هو معروف بن عبد الرحمن الراجز، ويقال: قائله هو حميد بن ثور، وهو من قصيدة أولها هو قوله:
1 - إنْ يُمسِ هَذا الدِّهْرُ بِي تَقَلَّبَا ... أوْ يُعْقِبَ الدَّهْرُ لِدَهْرٍ عَقَبَا
2 - وأُمسِ شَيخًا كالعَرِيِشِ أَحدَبَا ... إذَا مَشَيتُ أَتَشَكَّى الأَصْلُبَا
3 - تَضَوُّرَ العَوْدِ أشتَكي أنْ يُركَبَا ... فقد أُناغِي الرَّشَأ المُرَبَّبَا
4 - ذا الرَّعَشَاتِ البَادِنَ المُخَضَّبَا ... خُودًا ضناكًا لاتمد العُقُبَا
5 - يَهْتَزُّ مَتْنَاهَا إذَا ما اضَّطَرَبَا ... كهَزّ نَشْوَانٍ قَضِيبَ السَّبسَبَا
6 - لِكُلِّ دَهْرٍ قَدْ لَبسْتُ أثْؤُبًا ... مِنْ رَيْطَةٍ وَاليُمنَةَ المُعْصَّبا
7 - حتَّى اكْتَسَى الرأسُ قِنَاعًا أشْيَبَا ... أمْلَحَ لا لَذًّا ولا محببا
8 - أكْرَهَ جِلْبَابٍ إذَا تَجَلْبَبَا ... ......................
2 - قوله: "كالعريش" أراد به خيمة من خشب وثمام.
3 - قوله: "العود" بفتح العين المهملة وفي آخره دال مهملة -أيضًا-، وهو المسن من الإبل، قوله: "أناغي" أي: أناجي، و"الرشأ" بالتحريك؛ ولد الظبي، و "المربب": المربى بأحسن التربية.