جوارٍ كثيرة فأغلقن عليه القصْر، وإذا امرأة وضيئة دعته إلى نفسه فأبى فحبس وضيق عليه حتى كاد يموت، ثم دعته إلى نفسها، فقال: أما الحرام فو الله لا يكون ذلك، ولكن أتزوجك فتزوجته، وأقام معها زمانًا طويلًا لا يخرج من القصر حتى يئس منه، وتزوج بنوه وبناته واقتسموا ماله، وأقامت زوجته تبكي عليه حَتَّى عَمِيَت (?) ثم إن أبا دهبل قال لامرأته: إنك قد أثمت فِيَّ وفي أهلي وولدي فأذَنِي لي في المسير (?) إليهم وأعود إليك، فأخَذَتْ عليه العهود أن لا يقيم إلا سنة، فخرج من عندها وقد أعطته مالًا كثيرًا حتى قدم على أهله فرأى حال زوجته وما صارت إليه من الضر، فقال لأولاده: أنتم قد ورثتموني وأنا حَيُّ وهو حظكم، والله لا يشرك زوجتي فيما قَدِمْتُ به أحد، فتَسَلَّمَتْ جميع ما أتى به، ثم إنه اشتاق إلى زوجته الشامية وأراد الخروج إليها فبلغَه موتُها، فأقام وقال:
طال ليلي وبت كالمجنون ... .......................... إلخ
ويقال هذه القصيدة لعبد الرحمن بن حسان بن ثابت الأنصاري - رضي الله عنهما - وذهب إليه الجوهري وغيره (?)، وقال ابن بَرِّي: والصحيح أنها لأبي دهبل الجمحي، والدليل عليه الحكاية المذكورة (?).
وهي من الخفيف وهو من الدائرة الرابعة المسماة بالمشتبه وهي تشتمل على السريع والمنسرح والخفيف والمضارع والمقتضب والمجتث (?)، وأصله في الدائرة فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن مرتين، وفيه الخبن والتشعيث [فالخبن في قوله "وبت بال" والتشعيث] (?) فإنه مفعولن وهو مشعث، وهو إسقاط أحد متحركي الوتد فيصير: فاعاتن (?)، أو فالاتن، فيرد إلى مفعولن.
2 - قوله: "صاح" أصله يا صاحبي، و "جيرون" [بفتح الجيم] (?) وسكون الياء آخر الحروف، وقال الجوهري: الجيرون: باب من أبواب دمشق (?).