الشاهد الثاني والخمسون بعد المائة والألف (?)، (?)

ولوْ تَلْتَقِي أصْدَاؤُنَا بعْدَ موْتِنَا ... ومِنْ دُونِ رَمْسَينَا مِنَ الأرْضِ سَنسَبُ

لظلَّ صدَى صوْتِي وإنْ كنتُ رِمَّةً ... لِصَوْتِ صَدَى ليلَى يَهَشُّ ويطْرَبُ

أقول: قائلهما هو قيس بن الملوح المجنون، وهما من الطويل.

1 - قوله: "أصداؤنا": جمع صدى، وهو الذي يجيبك بمثل صوتك في الجبال وغيرها، ويقال: صم صداه وأصم الله صداه، أي: أهلكه؛ لأن الرجل إذا مات لم يسمع الصدى منه شيئًا فيجيبه، ويروى:

ولَوْ تَلْتَقِي في المَوتِ رُوحِي وروحُهَا ... ومِنْ بَينِ رَمْسَينَا مِنَ الأرْضِ مَنكِبُ

قوله: "رمسينا": تثنية رمس، وهو تراب القبر، وهو في الأصل مصدر، والمرمس: موضع القبر، قوله: "سبسب" بسينين مهملتين مفتوحتين وباءين موحدتين أولاهما ساكنة، وهي المفازة.

2 - قوله: "رمة" بكسر الراء وتشديد الميم؛ العظام البالية، والجمع رمم ورمام، تقول منه: رمّ العظم يرم بالكسر رمة، أي: بلي فهو رميم، قوله: "يهش": من الهشاشة وهي الارتياح والخفة للمعروف، وقد هششت لفلان بالكسر أهش هشاشة إذا ارتحت له.

الإعراب:

قوله: "ولو" الواو للعطف إن تقدمه شيء، ولو للشرط، وقوله: "تلتقي": فعل، و"أصداؤنا" كلام إضافي فاعله، و "بعد موتنا": كلام إضافي نصب على الظرف، قوله: "سبسب" مرفوع بالابتداء، وخبره قوله: "من دون رمسينا"، والجملة حالية فلذلك دخلتها الواو، وكلمة: "من" في "من الأرض" بيانية.

قوله: "لظل": جواب لو، وهي من الأفعال الناقصة، وقوله: "صدى صوتي": كلام إضافي اسمه، وقوله: "يهش": خبره، و" يطرب": عطف عليه، وقوله: "لصوت" يتعلق بقوله: "يهش"، وهو مضاف إلى صدى، وصدى مضاف إلى ليلى اسم محبوبته التي كان المجنون يتشبب بها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015