فلوْ نُبِشَ المَقابرُ عن كُلَيبٍ ... فَيُخْبَرَ بالذنائبِ أيُّ زِيرٍ
بيومِ الشَّعْثَمَيِنْ لَقَرَّ عَينًا ... وكيف لِقَاءُ منْ تَحْت القبورِ؟
أقول: قائلهما هو مهلهل بن ربيعة الجشمي شاعر جاهلي، واسمه امرؤ القيس، وهما من قصيدة طويلة من الوافر، وأولها هو قوله (?):
1 - ألَيلَتَنَا بِذِي حُسَمٍ أَنِيرِي ... إذَا أنْتِ انْقَضَيتِ فَلا تَحُورِى
2 - فإنْ يَكُ بالذَّنَائِبِ طَال لَيلِي ... فقَدْ أَبْكِي مِنَ اللَّيلِ القَصِيرِ
إلى أن قال:
3 - كواكب ليلَة طَالت وعَمَّت ... فهذَا الصُّبحُ صاعِرة فَغُورِي
4 - فلو نُبِشَ المَقَابِر ........ ... ..................... إلخ
6 - وإني قَدْ تَرَكْتُ بِوَارِدَاتٍ ... بُجَيرًا فيِ دَمٍ مِثْل العَبِيرِ
7 - هَتَكْتُ بِهِ بُيوتَ بَنِي عُبَادٍ ... وبَعضُ القَتْلِ أشْفَى لِلصُّدُور
8 - وهَمَّامُ بنُ مُرَّةَ قَدْ تَرَكْنَا ... عَلَيهِ القَشْعَمَانِ مِنَ النُّسُورِ
قال مهلهل هذا الشعر لما أدرك بثأر أخيه كليب واسمه كليب، وائل، وكنيته: أبو الماجدة، وإنما لقب كليبًا بالجرْو الذي أعده، فقال: فلو نبش المقابر عن كليب، وأراد بكليب أخاه.
قوله: "فيخبر بالذنائب أي زير" قال القالي: تقديره: فيخبر بالذنائب أي زير أنا، و "الزير": بكسر الزاي المعجمة وسكون الياء آخر الحروف، يقال: رجل زير نساء إذا كان يكثر زيارتهن، وكذلك يقال: هذا حِدْث نساء وهو الذي يكثر التحدث إلى النساء، وذلك أن كليبًا كان يعيره فيقول: إنما أنت زير نساء، وأراد بـ: "الشعْثمين " شعثمًا وشعيثًا ابني معاوية بن عمرو بن هقل بن ثعلب، واسم شعثم حارثة.