فلَوْ كَانَ في الحَيِّ النَّجِيِّ سَوَادُهُ ... لَمَا مَسَحَتْ تلكَ المُسالاتِ عَامِرُ
قوله: "لو أبدى الندي" من ندى يندي من النداوة من باب علم يعلم، و"الندي" بفتح النُّون وكسر الدال وتشديد الياء على وزن فعيل، وهو مجلس القوم ومتحدثهم.
قوله: "سواده" أي: شخصه، والضمير فيه يرجع إلى الممدوح، قوله: "المسالات" بضم الميم وتخفيف السين المهملة، وهو جمع مسألة، قال الجوهري: مسالا الرَّجل: جانبا لحيته، الواحد مسال وأنشد البيت المذكور (?).
قوله: "عامر" أراد به القبيلة، وهي في قريش: عامر بن لؤي، وفي كنانة: عامر بن عبد مناة بن كنانة بطن، وكانوا أشد حي في كنانة بأسًا، وفي قضاعة: عامر بن عوف، وفي قيس غيلان: عامر بن صعصعة، وفي عبد القيس: عامر بن الحارث بن أغار، المعنى: أن الشَّاعر يحلف أن الممدوح لو حضر المجلس لما قدر عامر أن يمسح شواربهم من هيبته وسطوته على النَّاس وشدة بأسه وشجاعته.
وقوله: "لما مسحت تلك المسالات عامر": كناية في الحقيقة عن عدم مقاومتهم الممدوح وعن ضعف ملاقاتهم إياه؛ فحالهم معه حال من لا يقدر على مسح شاربه عند من يخاف منه.
الإعراب:
قوله: "فأقسم" الفاء للعطف إن تقدمه شيء، و"أقسم": جملة من الفعل والفاعل، وقوله: "لو" للشرط، و"أبدى": فعل، و"الندي" فاعله، وقوله: "سواده": كلام إضافي مفعوله، والجملة وقعت فعل الشرط، وقوله: "لما مسحت": جواب القسم والشرط، وقوله: "عامر": فاعل مسحت، و"تلك المسالات": مفعوله.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "لما" على الاكتفاء بجواب واحد لقسم وشرط، فإن قوله: "أقسم" يقتضي جوابًا، وقوله: "لو" كذلك، فاكتفى بجواب لو عن جواب القسم، وسواء في ذلك تقدم لو على القسم أو تأخرها عنه، وكذلك لولا، وهذا هو الصحيح (?)، وذهب ابن عصفور إلى