وهي من البسيط، وقد مر الكلام فيه مستوفى في شواهد حروف الجر (?).
الاستشهاد فيه:
في أنَّه قد اجتمع فيه الشرط والقسم، أما الشرط فقوله: "لئن"، وأما القسم فإنَّه يدل عليه اللام لأنها موطئة لقسم محذوف تقديره: والله لئن، وكل منهما يستدعي جوابًا، وقد ترجح الشرط على القسم ها هنا حيث قال: لا تلفنا بالجزم، وعلامة الجزم سقوط الياء؛ لأن أصله: لا تلفينا، وحذف جواب القسم لدلالة جواب الشرط عليه، ولو كان "لا تلفنا" جواب القسم لقال لا تلفينا بإثبات الياء لأنه مرفوع (?).
لَئِن كان ما حُدِّثْتُهُ اليوْمَ صادقًا ... أَصُمْ في نَهَارِ القَيظِ للشَّمْسِ باديَا
وَأَرْكَبْ حِمَارًا بَينَ سَرجٍ وَفَرْوَةٍ ... وأُعِرْ منَ الخَاتَامِ صُغْرَى شمَالِيَا
أقول: قالت هذين البيتين امرأة فصيحة من عقيل، وهما من الطَّويل.
و"القيظ" بفتح القاف وسكون الياء آخر الحروف وفي آخره ظاء معجمة، وهو شدة الحُر، قال الجوهري: القيظُ: حمارة الصيف (?)، قال في العباب: بتخفيف الميم وتشديد الراء وربما خفف في الشعر، قوله: "باديَا": من بدا إذا ظهر، ويروى: "ضاحيا"، أي: بارزًا للشمس، ومنه ضاحٍ إذا كان بارزًا للشمس.