فَطَلِّقْهَا فلستَ لَهَا بكُفْءٍ ... وإلَّا يَعْلُ مَفْرِقَكَ الحسَامُ
أقول: قائله هو الأحوص محمَّد بن عبد الله بن عاصم الأَنْصَارِيّ، وهو من قصيدة ميمية، ذكرنا منها أكثرها في شواهد الكلام في أول الكتاب.
قوله: "فطلقها" خطاب لمطر في قوله:
سَلَامُ الله يَا مَطَرٌ عَلَيها ... وَلَيسَ عَلَيك يَا مَطَرُ السَّلَامُ
والضمير المنصوب فيه يرجع إلى امرأة مطر، وكانت جميلة، وكان مطر ذميم الخلق، فلهذا قال: فلست لها بكفء، أي: بمعادل لها ومناسب لزوجيتها، قوله: "وإلا" يعني: وإن لم تطلقها، "يعل" أي: يفوق على، "مفرقك" أي: رأسك، و"الحسام" أي: السيف.
الإعراب:
قوله: "فطلقها" الفاء للعطف على ما قبله، وطلقها: جملة من الفعل والفاعل والمفعول، قوله: "فلست" الفاء للتعليل، والضمير المتصل به اسم ليس، وقوله: "بكفء": خبره، والباء فيه زائدة، قوله: "وإلا" أصله: وإن لم، وليست هي إلَّا الاستثنائية، فالشرط فيه محذوف تقديره: وإن لم تطلقها، قوله: "يعل": جواب الشرط، وقوله: "مفرقك": كلام إضافي مفعول يعل، وقوله: "الحسام" بالرفع فاعل يعل.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "وإلا يعل" حيث حذف فيه فعل الشرط، والتقدير (?): وإن لم تطلقها كما ذكرنا (?).