5 - قوله: "بذي شطب" أراد به السيف له شطب؛ أي: طرائق في وجهه وهو جمع شطة.
الإعراب:
قوله: "وقولي": كلام إضافي عطف على قوله: "وأخذي الحمد" قوله: "كما جشأت" أي: نفسي، وهو جملة من الفعل والفاعل، و"جاشت": جملة -أَيضًا- عطف عليه.
قوله: "مكانك": اسمم فعل بمعنى اثبتي؛ كما في قوله تعالى: {مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ} [يونس: 28] وهو مقول القول، قوله: "تحمدي" على صيغة المجهول؛ جملة من الفعل والمفعول النائب عن الفاعل، وجزم لأنه جواب الأمر، وذلك لأن قوله: "مكانك" بمعنى: اثبتي كما ذكرنا؛ كأنه قال: اثبتي تحمدي، قوله: "أو تستريحي": عطف على تحمدي، والمعنى: أنَّه يخاطب نفسه بأن تباشر الثبات والإقامة على مواطن الحرب؛ لأنها إما تحمد على ذلك أو تستريح.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "تحمدي" حيث جزم لوقوعه بعد الطلب باسم فعل وهو قوله: "مكانك" فإن معناه: اثبتي؛ كما قلنا، وقد سقطت منه الفاء، وقد بين أن الفاء إذا سقطت بعد الطلب وقصد معنى الجزاء يجزم الفعل بعده جوابًا لشرط مقدر لتضمنه معنى الشرط لا لأجل الطلب، كما في قوله تعالى (?): {أَتْلُ} [الأنعام: 151] والتقدير: إن تأتوا أتْل.
ألم أكُ جارَكمْ ويكونَ بيني ... وبينَكُمُ المودةُ والإخاءُ؟
أقول: قائله هو الحطيئة، واسمه جرول بن أوس، وهو من قصيدة طويلة من الوافر، وأولها هو قوله (?):
1 - ألا أبْلِغْ بَنِي عَوْفِ بنِ كَعبِ ... وَهَلْ قومٌ عَلَى خلُقٍ سواءُ
2 - عُطَارِدَها وبَهْدَلَةَ بنَ عَوْفٍ ... فَهَل يَشفِي صُدُووَكُمُ الشِّفَاءُ