فمهما تَشَأْ منه فزارةُ تُعْطِكُمْ ... ومهما تَشَأْ منهُ فَزَارةُ تَمْنَعَا
أقول: قائله هو الكميت بن معروف، وقال ابن الأعرابي: هو الكميت بن ثعلبة الفقعسي، وقبله (?):
1 - أبَتْ أمُّ دِينَارٍ فَأَصْبَحَ فَرْجُهَا ... حَصَانًا وقُلِّدْتُمْ قَلائِدَ قَوْزَعَا
2 - خُذُوا العَقْلَ إنْ أَعْطَاكُمُ العَقلَ قَومُكُمْ ... وكُونُوا كَمَنْ سِيمَ الهَوَانَ فَأَرْتَعَا
3 - ولا تُكْثِرُوا فِيهِ الضِّجَاجَ فإنَّهُ ... مَحَا السَّيفُ مَا قَال ابْنُ دَارَةَ أَجْمَعَا
4 - فمهما تشأ ................ ... ............................. إلخ
وهي من الطويل.
قوله: "أبت" أي: امتنعت، و "أم دينار": اسم امرأة, قوله: "قوزعا" بفتح القاف وسكون الواو وفتح الزاي المعجمة، وقال ابن الأعرابي: يقال: قلدتم قلائد قوزع معناه: طوقتم أطواقًا لا تفارقكم أبدًا, قوله: "العقل" أي: الدية، و"فزارة " بفتح الزاي من غطفان، وهو فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان، قال ابن دريد: هو من قولهم: فزرت الشيء إذا صدعته، والفزرة: القطعة (?).
الإعراب:
قوله: "فمهما" الفاء للعطف، ومهما: اسم يتضمن معنى الشرط، ولهذا جزم قوله: "تشأ" في الموضعين، وتشأ: فعل، وفاعله هو فزارة، وقوله: "تعطكم": جملة من الفعل والفاعل وهو الضمير المستتر فيه الراجع إلى فزارة والمفعول وقعت جزاء، والكلام في الشطر الثاني مثل الكلام في الشطر الأول، والضمير في "منه" يرجع إلى ابن دارة المذكور في البيت الذي قبله (?).