أَحَارَ بنَ بدرٍ قدْ وَلِيتَ ولايةً ... .........................
أقول: قائله هو أنس بن زنيم، يخاطب به الحارث بن بدر الغداني حين ولاه عبيد الله بن زياد سُرَّق، وتمامه (?):
......................... ... فكُنْ جُرَذًا فيهَا تَخُونُ وتَسْرِقُ
وبعده هو قوله (?):
2 - ولَا تَحْقِرَنْ يا حَارِ شَيئًا وَجَدتَهُ ... فَحَظُّكَ مِنْ مُلْكِ العِرَاقَيِن سُرَّقُ
3 - وَبَاهِ تَميمًا بالغِنَى إنَّ لِلغِنَى ... لسَانًا به المَرءُ الهَيُوبةُ يَنْطِقُ
4 - وإنَّ جَميعَ الناسِ إمَّا مُكَذِّبٌ ... يَقولُ بِمَا يَهوَى وإمَّا مُصَدِّقُ
5 - يقُولُونَ أقْوَالًا ولَا يُحْكِمُونَهَا ... فَإِنْ قِيلَ يَوْمًا حَقِّقُوا لمْ يُحقِّقُوا
وكان من أصل هذا أن حارثة بن بدر الغداني كان رجل بني تميم في وقته، وكان أخص أصحاب زياد، وكان الشراب قد غلب عليه؛ فكلما تكلموا فيه عند زياد ليحطوه فلا يلتفت إلى ذلك حتى مات زياد، وتولى عِوَضَهُ أرض العراق عبيد اللَّه جفاه عبيد اللَّه فقال له: إنك شريب، فاختر من عملي ما شئت واذهب إليه، فقال: ولّنِي رَامَهُزمُزْ فإنها أرض غداة وسرق، فإن بها شرابًا وُصِفَ لي، فولاه إياها، فلما خرج شيعه الناس، فقال أنس بن أبي أنيس:
أحار بن بدر ........... ... ................. إلى آخره
وهي من الطويل.
قوله: "عذاة" بفتح العين المهملة والذال المعجمة، وهي الأرض الطيبة التربة، قوله: "وسرق": مثال ركع، إحدى كور الأهواز، ومدينتها دورق، قوله: "جرذ" بضم الجيم وفتح الراء وبالذال