وهو أول قصيدة طويلة من الوافر يمدح بها القطامي زفر بن الحرث بن عبد عمرو بن معاذ بن يزيد بن عمرو بن خويلد، وأراد بقوله: "ضُباعَا": ضباعة بنت زفر بن الحرث.
الإعراب:
قوله: "قفي ": أمر من وقف يقف؛ جملة من الفعل والفاعل، و "قبل التفرق": كلام إضافي نصب على الظرف.
قوله: "يا ضباعا": منادى مفرد معرفة مرخم، وأصله: ضباعة، قوله: "ولا يك" أصله: ولا يكن، فحذفت النون للتخفيف، و "موقف": اسم يكن، و "الوداعا": خبره، وقد علم في باب الخبر أن المعرفة هي المبتدأ، والخبر هو النكرة، وكذلك اسم كان وخبرها لا فرق بينهما (?).
وأما القطامي فإنه عكس وجعل النكرة اسمًا والمعرفة خبرًا ليستقيم الوزن، والمعنى لا يفسد بذلك؛ إذ قد علم مراده، وذلك أن موقفًا هنا اجتمعت فيه ثلاثة أشياء تقربه من المعرفة: أحدهما: أنه وصف بقوله: "منك" والوصف مخصص.
والثاني: أن موقفًا مصدر نكرة، ونكرة المصدر قريبة من المعرفة إذا كان المصدر حسيًّا؛ ألا ترى أنه لا فرق في المعنى بين أن تقول: خالط هذا الماء عسل أو العسل؛ لأنك تريد المعهود.
الثالث: أن الوداع مصدر معرفته قريب من نكرته؛ ألا ترى أنه لا يريد وداعًا معهودًا بل وداعًا عامًّا، فَبَانَ بهذه الوجوه سهولة جعل المرفوع نكرة والمنصوب معرفة، قوله: "منك" في محل الرفع لأنه صفة للموقف، والتقدير: موقف حاصل منك.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "يا ضباعا" حيث عوض الألف فيه عن الهاء، وقال ابن مالك: ولا يستغنى غالبًا في الوقف على المرخم بحذفها عن إعادتها، أو تعويض ألف منها، وأشار بالتعويض إلى قوله: "يا ضباعا" (?).