إِنَّ ابْنَ حَارِثَ إِنْ أَشْتَقْ لِرُؤْيَتِهِ ... أَوْ أَمْتَدِحْهُ فَإِنَّ النَّاسَ قد علِمُوا
أقول: قائله هو أوس بن حبناء التميمي، وهو من البسيط. المعنى ظاهر.
الإعراب:
قوله: "إن": من الحروف المشبهة بالفعل، وقوله: "ابن حارث": كلام إضافي اسم إن، وقوله: "إن أشتق" إن حرف شرط، وأشتق: جملة وقعت فعل الشرط، ولهذا حذف منه الألف لالتقاء الساكنين، وأصله: أشتاق، وقوله: "لرؤيته": يتعلق بأشتق، قوله: "أو أمتدحه": عطف على قوله أشتق، وقوله: "فإن الناس" الفاء جواب الشرط، والجملة خبر إن، والناس اسم إن، و "قد علموا": خبره، ومفعول علموا محذوف تقديره: قد علموا ذلك مني.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "حارث" فإن أصله: ابن حارثة، فإنه رخمه في غير النداء على نية الحذف لأجل الضرورة، والمبرد لا يجيز ذلك إلا على انتظار الحذف، والبيت حجة عليه.
ولما كان الترخيم في غير النداء مشابهًا للترخيم في النداء؛ ولذلك لا يجوز أن يرخم فيه إلا ما يجوز أن يرخم في النداء، ولما كان الترخيم في النداء على وجهين كان في غير النداء -أيضًا- على ذينك الوجهين من انتظار الحذف وعدم انتظاره.
وإنكار المبرد أن يكون على نية المحذوف مدفوع قياسًا، وهو ما ذكرناه، وسماعًا كقول الشاعر المذكور (?).