إلى مكان (?)، قوله: "أصبى": من صبا يصبو إذا مال، ومنه الصبي؛ لأنه يميل إلى كل شيء.

الإعراب:

قوله: "فيا شوق" الفاء للعطف إن تقدمه شيء، "ويا": حرف نداء، والمنادى محذوف، أي: يا قوم شوقي ما أبقاه، أو تكون يا لمجرد التنبيه فلا تحتاج إلى تقدير المنادى، "وشوق": مبتدأ، وأصله: شوقي بياء التكلم فحذفت اكتفاء بالكسرة.

قوله: "ما أبقى" كلمة ما للتعجب في محل الرفع بالابتداء، وأبقى خبره، والجملة في محل الرفع على الخبرية، والعائد فيها محذوف تقديره: ما أبقاه، وكذلك الكلام في قوله: "ويا دمع ما أجرى" وفي قوله: "ويا قلب ما أصبى".

الاستشهاد فيه:

في قوله: "ويا لي من النوى" فإن اللام فيه لام الاستغاثة وهي مكسورة، وأجاز ابن جني أن يكون قوله: "يا لي" مستغاثًا به كأنه استغاث بنفسه من النوى، قال: ويمكن أن يكون استغاث لنفسه وحذف المستغاث به (?).

وقال ابن عصفور (?): والصحيح عندي أن: "يا لي" حيث وقع الضمير فيه مستغاثًا له، والمستغاث به محذوف؛ لأن العامل في المستغاث به إنما هو الفعل المضمر الَّذي قام حرف النداء مقامه.

وقد نصَّ على ذلك سيبويه في باب الجر فقال هناك: فإذا قلت: يا لبكر فإنما أردت أن تجعل ما يعمل في المنادى مضافًا إلى بكر باللام (?).

فإذا جعلت الضمير من قولك: "يا لي" واقعًا على المستغاث به لزم أن يكون التقدير: يا أدعو لي، وذلك غير سائغ؛ لأنه يؤدي إلى تعدي فعل المضمر المتصل إلى ضميره المتصل: وذلك لا يجوز إلا في باب ظننت.

قال أبو حيان: هذا على ما اختاره من مذهب سيبويه، فأما على مذهب ابن جني فلا يلزم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015