الشاهد الرابع والثلاثون بعد التسعمائة (?)، (?)

حُمِّلْتَ أَمْرًا عَظيمًا فَاصْطَبَرْتَ لَهُ ... وقُمتَ فِيهِ بِأَمْرِ الله يَا عُمَرَا

أقول: قائله هو جرير بن الخطفي، يرثي به عمر بن عبد العزيز الأموي - رضي الله عنه - لما نعي، وأوله:

نَعَى النَّعَاةُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَنَا ... يَا خَيرَ مَنْ حَجَّ بَيتَ الله واعْتَمَرَا

حُمَّلْتَ أَمْرًا عَظِيمًا فَاضْطَلَعْتَ لَهُ ... ...................... إلى آخره

هكذا روى المبرد هذا الشطر (?)، وبعده:

فالشَّمْسِ طَالِعَةٌ لَيسَتْ بِكَاسِفَةٍ ... تَبْكِي عَلَيكَ نُجُومَ الليلِ والقَمَرَا

قوله: "النعاة" بضم النون؛ جمع ناعٍ وهو الَّذي يأتي بخبر الموت، قوله: "فاضطلعت به" من قولهم: فلان مضطلع بهذا الأمر؛ أي: قوي عليه، وهو مفتعل من الضلاعة، ولا يقال: "مطلع".

الإعراب:

قوله: "حملت" على صيغة المجهول، والتاء فيه مفعول ناب عن الفاعل، وقوله: "أمرًا" مفعول ثان، و"عظيمًا" صفته، قوله: "فاصطبرت" جملة معطوفة على الجملة الأولى ومحل "له" نصب على المفعولية، قوله: "وقمت": جملة -أيضًا- معطوفة، وكلمة: "في"، "والباء" كليهما يتعلق بقمت.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "يا عمرَا" فيا حرف نداء، وعمرا: منادى مندوب لأن الألف فيه للندبة، والهاء تزاد في الوقف لخفاء الألف، فإذا وصلت لم تزدها فقلت: يا عمرا ذا الفضل، فإذا وقفت، قلت: يا عمراه، وإنما حذف الشاعر الهاء لاستغنائه عنها (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015