الإعراب:
قوله: "على حالة" يتعلق بقوله: "فجاء" في البيت السابق، قوله: "لو" للشرط، و"أن" بالفتح في محل الرفع على الفاعلية؛ لأن التقدير: لو ثبت أن في القوم، وقوله: "حاتمًا": اسمه، و "في القوم": خبره مقدمًا، وقوله: "لضن بالماء": جواب، والضمير في "ضن" يرجع إلى حاتم، وقوله: "على جوده" على هاهنا بمعنى الاستدراك والإضراب؛ كما في قولك: فلان لا يدخل الجنة لسوء صنيعه على أنه لا ييأس من رحمة الله.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "حاتم" حيث جره على أنه بدل من الهاء التي في "جوده"، وذلك لأن القافية لما كانت مجرورة وأمكن البدل عدل إليه، ولو رفع على أنه فاعل لقوله: "لضن" لجاز، ولكن يكون فيه إقواء (?)، وهو من عيوب الشعر (?).
فَمَا بَرِحَتْ أَقْدَامُنَا فِي مَقَامِنَا ... ثلاثَتِنا حتى أُزِيرُوا المنَائِيَا
أقول: قائله هو عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي المطلبي، وهو ابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان أسن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعشر سنين، وكان إسلامه قبل دخول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دار الأرقم بن أبي الأرقم، وكان له قدر ومنزلة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قتل في وقعة بدر - رضي الله عنه -.
ويقال: كان عبيدة أمير المسلمين يوم بدر، فقطعت رجله، فوضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه على ركبته، وعاد من بدر فتوفي بالصفراء، وكان عمره حين مات ثلاثًا وستين سنة (?).