تَرَاهُ كَأنَّ الله يَجْدَعُ أَنْفَهُ ... وَعَينَيهِ إِنْ مَوْلَاهُ ثَابَ لَهُ وَفْرُ
أقول: قائله هو الزبرقان بن بدر؛ قاله كراع، [ونسبه الجاحظ لخالد بن الطيفان (?)، وقبله (?):
1 - ومَوْلَى كَمَوْلَى الزِّبْرقَانِ دَمَلْتُهُ ... كَمَا دَمَلَتْ سَاقٌ تُهَاضُ بِهَا كَسْرُ
2 - إِذَا مَا أَحَالتْ وَالجْبَائِرُ فَوْقَهَا ... مَضَى الحَوْلُ لَا بُرءٌ مبِينٌ وَلَا جَبرُ
وبعده:
4 - تَرَى الشَّرَّ قَدْ أَفْنَى دَوَائِرَ وَجْهِهِ ... كَضَبِّ الكُدَى أَفْنَى براثينه الحَفْرُ] (?)
وهو من الطويل.
قوله: "يجدع" أي: يقطع أنفه، قوله: "مولاه" المولى يستعمل لمعان كثيرة، وقد ذكرناها في غير موضع في كتابنا هذا، والظاهر أن المراد به هنا الجار أو الصاحب، قوله: "ثاب" بالثاء المثلثة، أي: رجع من بعد ذهابه، و"الوفر" بفتح الواو وسكون الفاء وفي آخره راء، وهو المال الكثير، ويروى: دثر وهو بالمعنى الأول، وهذا في ذم شخص حاسد يحسد جاره أو صاحبه إذا رجع من سفره بمال كثير فيصير من شدة حسده كأن الله يجدع أنفه ويقلع عينيه.
الإعراب:
قوله: "تراه": جملة من الفعل والفاعل وهو أنت، والمفعول وهو الهاء التي ترجع إلى الشخص الذي يذمه الشاعر، ولفظة: "الله": اسم كان، قوله: "بجدع أنفه": جملة في محل الرفع على الخبرية، "وعينيه" عطف على أنفه الذي هو المفعول.
قوله: "إن مولاه" أصله: إن ثاب مولاه، حذف الفعل لدلالة الفعل الثاني عليه، قوله: "وفر":