عَمْرُو الَّذِي هَشمَ الثَّرِيدَ لِقَوْمِهِ ... وَرِجَالُ مَكةَ مُسْنِتُونَ عِجَافُ
أقول: قائله هو عبد الله بن الزبعرى السهمي، وهو من قصيدة من الكامل، وأولها هو قوله:
1 - كَانَتْ قُرَيْشُ بيضةً فتفلقت ... فَالمْخُّ خَالِصُهَا لِعَبدِ منَافِ
2 - الخالِطِينَ فَقِيرَهُم بِغَنِيّهُم ... والظَّاعِنِيَن لرِحْلَةِ الأَضْيَافِ
3 - والرَّائِشين ولَيسَ يُوجَدُ رَائِشٌ ... والقَائِلِينَ هَلُمَّ لِلأَضْيَافِ
4 - عَمرُو الَّذِي هَشَمَ ........... ... ......................... إلى آخره
ويروى:
عَمْرُو العلا هَشَّمَ الثريد لضيفه ... ................................
ومدح بها ابن الزبعرى هاشم بن عبد مناف، واسمه: "عمرو"، وإنما سمي هاشمًا لهشمه الثريد لقومه، وكان سبب مدح ابن الزبعري، وهو سهمي لبني عبد مناف أنه كان قد هجا قُصَيًّا بشعر كتبه في أستار الكعبة (?)، أوله:
ألهى قصيًّا عَنِ المَجْدِ الأَسَاطِيرُ ... ومِشْيَةً مِثْل مَا يَمْشِي الشَّقَاريرُ
فاستعدوا عليه بني سهم، فأسلموه إليهم فضربوه وحلقوا شعره وربطوه إلى صخرة بالحجون، فاستغاث قومه فلم يغيثوه، فجعل يمدح قصيًّا ويسترضيهم، فأطلقه بنو عبد مناف منهم وأكرموه فمدحهم بهذا الشعر.
قوله: "هشم الثريد" الهشم: كسر الشيء اليابس، يقال: هشم الثريد إذا كسر [الخبز اليابس ولته بمرق اللحم، وقيل: لا يكون ثريدًا حتى يكون فيه لحم] (?).