اتق المراء أو جانب المراء (?)، كأنه نهاه أولًا ثم أضمر قولًا كأنه قال: اتق اتق المراء يا فتى.

[والفاء في: "فإنه" للتعليل، والضمير المتصل به اسم إن، وخبره قوله: "دعاء"] (?)، وقوله: "إلى الشر": يتعلق بدعاء، قوله: "جالب": خبر بعد خبر، وقوله: "للشر": يتعلق به.

فإن قيل: كيف ذكر أحد الخبرين للمبالغة دون الآخر؟

قلت: دعاء بمعنى داع، وإنما ذكره على صيغة المبالغة لأجل الوزن، أو يكون هذا على أصله، ويكون "جالب" بمعنى: جلاب، ولكنه تركه للضرورة -أيضًا-.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "فإياك إياك" حيث كرَّره مرتين للتأكيد، وقال أبو عثمان المازني: لما كرر "إياك" مرتين فكأن أحدهما عوض من الواو.

الشاهد التاسع والأربعون بعد الثمانمائة (?)، (?)

لَا لَا أَبُوحُ بِحُبِّ بَثْنَةَ إِنَّهَا ... أَخَذَتْ عَلَيَّ مَوَاثقًا وعُهُودًا

أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من الكامل.

قوله: "لا أبوح": من باح بسره إذا أظهره وأفشاه، و "بثنة" بفتح الباء الموحدة وسكون الثاء المثلثة وفتح النون وفي آخرها هاء؛ اسم محبوبته، والبثنة في اللغة: الأرض اللينة السهلة، قوله: "مواثقًا": جمع موثق بمعنى: الميثاق وهو العهد.

الإعراب:

قوله: "لا لا أبوح" كرر للتأكيد، و "أبوح": جملة من الفعل والفاعل، والباء في: "بحب بثنة" يتعلق به، وبثنة في محل جر بالإضافة، ومنعت من الصرف للعلمية والتأنيث.

قوله: "إنها" الضمير اسم إن، والجملة أعني قوله: "أخذت عليّ": خبرها، قوله: "مواثقًا": مفعول أخذت، و "عهودًا": عطف عليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015